وإذا كان الغمز في الجاهلية بالعين واليد فإنه أصبح اليوم بالأقلام والأفلام وسائر وسائل التشهير التي امتلكها أعداء الإنسان ، أعداء الله والدين ، وإن صمود المجاهدين اليوم أمام هذه الدعايات المضللة يزيدهم عند الله أجرا وزلفا ، لأنهم يصبرون على أذى عظيم ، وآلام نفسية لا تحتمل.
[٣١] وبينما يعيش المؤمنون والمجاهدون أشد حالات الألم والخوف وتنتفض أطفالهم ونساؤهم في المخابئ والمهاجر خشية مداهمة جنود إبليس المعسعسون ترى المجرمين ينقلبون الى بيوتهم في أمن ظاهر ، يتبادلون نخب الانتصارات الزائفة ، ويرتادون مجالس اللهو والعربدة.
(وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ)
قالوا : اي معجبين بما هم عليه من الكفر ، متفكهين بذكر المؤمنين ، ولعل المراد من الأهل هنا أصحابهم وأهل مؤانستهم.
[٣٢] ويحاول أعداء الرسالة إلصاق تهمة الضلالة الى المؤمنين لعلهم يعزلونهم عن المجتمع.
(وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ)
ويبدو ان هدف هذه التهمة إثارة حساسية الناس ضدهم ، لأنهم يخالفون الخرافات الشائعة التي ينصب المجرمون أنفسهم مدافعين عنها ، بينما يسعى المؤمنون نحو إنقاذ المجتمع من ويلاتها.
[٣٣] وهؤلاء المجرمون الذين هم عادة أصحاب الثروة والقوة والجاه العريض يزعمون أنهم الموكلون بأمر الناس فتراهم يوزعون التهم يمينا ويسارا ، بينما هم بشر