كسائر الناس لم يجعل لهم ميزة وسلطانا على أحد.
(وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ)
بل كل امرء مسئول عن نفسه ، وبهذه الكلمة الحاسمة سلب القرآن الشرعية المزيفة التي تدّعيها السلطات والمترفون لتسلطهم على الناس. كلا .. السلطة انما هي لله ولمن يخوّله الله ، أما أولئك المجرمون فإنهم غاصبون ، وان على المؤمنين ألّا يأبهوا بأحكامهم الجائرة عليهم ، لأنه لا شرعية لها أبدا.
[٣٤] بسبب تلك المعاناة الشديدة والآلام المبرحة التي ذاقها المؤمنون المجاهدون في سبيل الله من أيدي المجرمين تنقلب الصورة تماما في يوم الجزاء.
(فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)
قال بعضهم : انه يفتح للكفار في أطراف النار باب الى الجنة ، فإذا سعوا إليها ووصلوه بعد عناء عظيم أغلق دونهم فيثير ذلك ضحك المؤمنين عليهم ، وروي مثل ذلك عن رسول الله صلّى الله عليه وآله. (١)
[٣٥] والمؤمنون جالسون على الأرائك فرحين بما آتاهم الله ، وينظرون الى ما يجري هناك في نار جهنم.
(عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ)
جاء في الحديث في قوله تعالى : «اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ» أي المنافقين : وأمّا استهزاؤه بهم في الآخرة فهو أنّ الله عزّ وجلّ إذا أقرّ المنافقين المعاندين لعليّ
__________________
(١) انظر الدر المنثور ج ٦ ص ٣٢٨ / عن نمونه ج ٢٦ ص ٢٨٨.