فلا معادن ولا مقابر كلها اليوم فوق الأرض .. فلا يستطيع أحد ان يبحث داخل الأرض عن مخبأ أو خندق.
[٥] (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ)
وكيف لا تنتظر أوامر الرب وهي مخلوقة مدبّرة. أفلا يحق لها الخضوع؟! بلى.
[٦] يومئذ وفي هذه الأجواء المرعبة يلقى الإنسان ربه ليسأله عما فعله ، وليعطيه جزاءه الأوفى ، ولكن بينه وبين ذلك اليوم الرهيب عقبات وصعوبات تكون بمثابة إرهاصات وأشراط لما قد يلقاه الإنسان يومئذ.
(يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً)
الولادة ساعة كدح لك ولأمك. تحديك للأمراض منذ نعومة أظفارك والأخطار. وتعرضك لأعراض الجوع والعطش ، والحر والبرد ، والألم والشدائد ، وتواصل الإحباط والحرمان عليك منذ أن ميّزت يمينك عن شمالك ، ثم حينما نموت وترعرعت واجهت ألوان الضغوط الجسدية والنفسية ، ودخلت معترك الحياة التي كلها صراع وصعوبات. ان كل هذه ألوان من الكدح في حياة الإنسان. ولكن يا ليت كانت هي النهاية؟ كلا .. بعد كل ذلك يأتي يوم اللقاء مع من؟ مع رب العزة ، ولم؟ للسؤال ، وفي أي يوم؟ في يوم الطامّة.
ان كل ذلك يجعلنا ننظر الى أنفسنا باحترام بالغ. انها ليست كالشجرة التي تنبت في مزرعتنا ثم تمضي لشأنها بعد عمر محدود دون عناء التحديات ، وليست كالأنعام أو أي حي آخر يمضي دورته الحياتية برتابة ودون تحديات أو كدح. انها النفس التي أكرمها الله وسخر لها الشمس والقمر وما في الأرض جميعا ، ولهدف عظيم. إن ذلك الهدف هو لقاء الرب للمحاكمة فالجزاء ، وهذه الحياة بما فيها من