الجنة والمثال أمامه ، فيقول له المؤمن : رحمك الله. نعم الخارج خرجت معي من قبري وما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من ربي حتى رأيت ذلك ، من أنت؟ فيقول : أنا السرور الذي كنت أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا ، خلقني الله جل وعز منه لأبشرك» (١).
[١٠] أما الكافر والمنافق والفاسق فانه يستلم كتابه من وراء ظهره اما بعد أن تخلع يسراه وتوضع الى ظهره ، وإما لأن يديه مغلولتان وراء عنقه. فيوضع الكتاب في يسراه من خلف ، وعموما فانه يصبح معروفا عند الناس بسوء العاقبة.
(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ)
وتتلاحق لعنات الملائكة والناس عليه ، ويشدد عليه في الحساب ، ولا تقبل حسناته ، ولا تغفر سيئاته ، وأهم من كل ذلك تسقط عنه الأستار التي تزمل بها في الدنيا حتى لا يعرف على حقيقته ، ويعلن للناس أسراره وخبايا نفسه الخبيثة
[١١] أليس من الأفضل أن نسعى جميعا لإصلاح أنفسنا اليوم ولا نستمر في خداع الذات حتى لا نبتلى بتلك الفضيحة الكبرى؟!
ما ذا يكون موقف هذا البئيس؟!
انه يصيح : وا نفساه وا ثبوراه!! ولكن هيهات حيث لا ينفعه الندم ، ولات حين مندم.
(فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً)
والثبور هو الهلاك ، ودعاؤه به اعترافه بالجريمة واستسلامه للهلاك ، ولو عرف
__________________
(١) تفسير نور الثقلين ج ٥ ض ٥٣٨.