وهؤلاء لا شك لهم من الأجر الشيء العظيم ، ولعمري إنّ جهادهم بمثابة قيام الليل أجرا وقدرا عند الله ؛ لأنّهم لو لا جهادهم وقتالهم لكان الأمر كما حكى الله تعالى : «لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً» (١). قال الفخر الرازي : ومن لطائف هذه الآية أنّه تعالى سوّى بين المجاهدين والمسافرين للكسب الحلال (٢) ، وهذا يؤيّد قول رسول الله (ص) : «أيّما رجل جلب شيئا إلى مدينة من مدائن المسلمين صابرا محتسبا فباعه بسعر يومه كان عند الله من الشهداء» (٣) ، وهو تأكيد لقول الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ : «الكادّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله» ، ويؤكد الله مرة أخرى أمره بتلاوة القرآن.
(فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ)
ولو بضع آيات ، المهم أن لا يترك المؤمن رسالة ربه ، لأنّه قد يستغني عن قيام الليل ولكنّه لا يستغني عن بصائر الوحي في حياته مهما كانت الظروف.
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ)
بممارسة شعائرها وفروضها ، وحقيقيّا بالتزام مضامينها ، وتحقيق أهدافها على الصعيد الشخصي وفي المجتمع.
(وَآتُوا الزَّكاةَ)
كناية عن كلّ إنفاق واجب ، يزكّي المؤمن نفسه وماله بإعطائه.
(وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً)
__________________
(١) الحج / ٤٠.
(٢) التفسير الكبير ج ٣٠ ص ١٨٧.
(٣) المصدر عن ابن مسعود.