الأذى بقلب راض ونفس مطمئنة ، لعلمهم أنّ سنن الله واحدة لا تتغير ولا تتبدل ، وأنّ المؤمنين الذين احترقوا في الأخدود هم سواء مع أيّ مؤمن يعتقل اليوم في سجون الطغاة أو يعذّب أو يقتل أو يتحمّل مشاكل الهجرة والجهاد ومصائبهما ، وكما خلّد الله أمجاد أولئك الصّدّيقين فإنّه لا يضيع أجر هؤلاء التابعين لهم ، وكما أنّ الله قتل أصحاب الأخدود ونصر رسالاته فإنّه يهلك الجبّارين اليوم ويستخلفهم بقوم آخرين.
[٨] عند هيجان الصراع وثورة الدعاية ضد المؤمنين. لا يعرف الناس ما ذا يفعلون ، وأيّ جريمة يرتكبون ، ولكن عند ما يرجعون إلى أنفسهم بعدئذ ويتساءلون : لما ذا قتلوا المؤمنين ، ولما ذا نقموا منهم ، يعرفون أنّهم كانوا في ضلال بعيد.
(وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)
فلا أفسدوا في الأرض ، ولا اعتدوا على أحد ، ولا طالبوا بغير حق ، وإنّما استعادوا حريتهم ، وآمنوا بربهم الله العزيز المنيع الذي لا يقهر والحميد الذي لا يجور ولا يبخل ، ويعطي جزاء العباد ، ويزيدهم من فضله.
[٩] وأيّهما الحق التمرد على سلطان السموات والأرض ، والدخول في عبودية بشر لا يملكون دفع الضر عنهم ، أم التحرر من كلّ عبودية وقيد ، والدخول في حصن الملك المقتدر القاهر؟
(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
وبالرغم من أن الله منح الطغاة فرصة الإختيار ضمن مهلة محدودة إلّا أنّه شاهد على ما يعملون ، ولا يغيب عنه شيء في السموات والأرض.