سواء دخلوا التحدّيات الكبيرة كأصحاب الأخدود أم كانوا من التابعين لهم. وأيّ فوز أعظم لهم من انتهاء محنتهم وفتنتهم ، وبلوغ كامل أهدافهم وتطلّعاتهم؟!
[١٢] قسما بالسماء ذات البروج وباليوم الموعود وبالشاهد والمشهود : إنّ أخذ الله شديد حيث يأخذ الطغاة والظالمين.
(إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ)
قالوا : إنّ هذه الجملة جواب للقسم في فاتحة السورة. ولعلّ قوله : «قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ» أيضا جواب آخر للقسم ، فيكون القسم إطارا لكلّ الحقائق التي تذكر في هذه السورة.
ومن هذه الآية يظهر أنّ الله قد أخذ أصحاب الأخدود أخذا أليما كما أخذ سائر الطغاة.
[١٣] وكيف لا يكون شديدا بطش جبّار السموات والأرض الذي يبدئ خلق الإنسان ويعيده بعد الفناء؟!
(إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ)
[١٤] وإنّما لا يأخذ أهل الأرض بما كسبوا عاجلا ، ويعفو عن كثير من سيئاتهم لأنّه يستر ذنوبهم ويحبّهم.
(وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ)
[١٥] وودّه للمؤمنين وغفرانه لذنوب عباده إنّما هو لعزّته وقوّته.
(ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ)