وسواء قرأناه بالضم ليكون صفة للرب أو بالكسر ليكون صفة للعرش فإنّه واحد إذ عرشه هيمنته وسلطانه ، وهو اسم من أسمائه الحسنى ، وصفة من صفاته الكريمة.
[١٦] وكيف لا يكون سلطانا عظيما من يفعل ما يريد دون ممارسة لغوب ولا علاج؟
(فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ)
وإرادة الله صفة قدرته المطلقة. وهذه الآية تدل على أنّه لا شيء يحدّ إرادته ، فليست إرادته قديمة كما زعمت فلاسفة اليونان ، وتسربّت تلك الفكرة إلى اليهود فقالوا : «يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ»! سبحان الله كيف يكون القادر أوّلا عاجزا آخرا؟! وهل يوصف الرب تعالى بالأول والآخر فيكون متغيّرا؟!
وانعكاس هذه الصفة علينا ـ نحن البشر ـ ألا يدعونا استمرار نعم الله وعادته الكريمة علينا إلى الغرور به ، والتمادي في الذنوب دون خشية عقابه.
[١٧ ـ ١٨] فهؤلاء جنود إبليس اجتمعوا ليبطشوا بالمؤمنين فأين انتهى بهم المقام؟
(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ* فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ)
يسوقهما القرآن سوقا واحدا بالرغم من اختلاف أكثر الظروف ، ذلك لأنّ سنة الله واحدة فيهما كما في غيرهما.
[١٩] قد يبني البشر بنيانا متكاملا من الكذب ويحشر نفسه فيه ، فتراه يبحث لإنكاره لوجود ربه أو لقدرته أو لسنّته في الجزاء عن فلسفة ذات أبعاد لعلّه يقنع نفسه والآخرين بها ، ويسمّيها ـ جدلا ـ فلسفة الإلحاد أو الفلسفة المادية ، وقد