ويبدو أنّ الثياب هي عموم ما يتصل بشخصية الإنسان ظاهريّا ، ولذلك مصاديق ذكر المفسرون بعضها ومنها :
١ ـ اللباس ، فإنّه يجب على الداعية الرسالي أن يهتم بأناقته ونظافته في جوّ العمل الرسالي الحادّ ، وليس صحيحا أن ينسى مظهره بحجة خوضه الصراع الاجتماعي والسياسي ، والتحديات المضادة ، ولا بد أن يعلم بأنّ تصرفاته وسلوكه ومظهره كلّ ذلك مقياس عند البعض ودليل على شخصيته ومن ثمّ رسالته.
وتطهير اللباس يعني رفع النجاسة عنه ، ومراعات القواعد الصحية العامة ، وهناك روايات فسّرت التطهير بأنّه تقصير الثياب كي لا تعلق النجاسات والأوساخ الأرضية بها ، قال الإمام علي (ع) : «ثيابك ارفعها لا تجرها» (١) وعن طاووس : وثيابك فقصّر ، قال الزجّاج : لأنّ تقصير الثياب أبعد من النجاسة ، فإنّه إذا انجرّ على الأرض لم يؤمن أن يصيبه ما ينجسه (٢) ، فالغرض إذن أن لا يطال الأرض ، وليس كما فهم بعض المتزمّتين الذين راحوا يقصّرون ثيابهم إلى قريب الركبة! وقيل في معنى تطهير الثياب : اتخاذها من الحلال دون الحرام لأنّه نوع من الطهارة (٣).
٢ ـ الأزواج ، قال في المجمع : وقيل معناه : وأزواجك فطهّرهنّ من الكفر والمعاصي حتى يصرن مؤمنات (٤) ، ولعل في قول الله عن الزوجات : «هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ» (٥) إشارة إلى هذا المعنى ، ومن الناحية الواقعية فإنّ أسرة الإنسان وبالذات زوجه مظهر لشخصيته كما الثوب.
__________________
(١) نور الثقلين ج ٥ ص ٤٥٣.
(٢) مجمع البيان ج ١٠ ص ٣٨٥.
(٣) المصدر.
(٤) المصدر.
(٥) البقرة ١٨٧.