دالة على وجوب الاحتراز عن كلّ المعاصي (١) ، ومثله صاحب الكشّاف والميزان. وعن جابر قال : سمعت رسول الله. (ص) يقول : «هي الأوثان» (٢).
وكلّ ما ذكره المفسرون صحيح ، إلّا أنّه مصاديق لشيء واحد هو الباطل ، وأظهر مفردات الرجز التي يجب على الداعية الرسالي مقاطعتها التالية :
ألف : على الصعيد الفردي .. العقائد والأفكار الباطلة ، والأخلاق والصفات السيئة ، والممارسات والسلوكيات الخاطئة.
باء : وعلى الصعيد الاجتماعي .. الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، كالزنا والسرقة وشهادة الزور وظلم الناس وأكل أموالهم بالباطل .. ويدخل في الرجز الاجتماعي مجالس البطّالين ورفاق السوء ، فإنّهما يفسدان أخلاق المؤمن ، ويؤثّران سلبا على مسيرته.
جيم : وعلى الصعيد السياسي .. التعاون مع الطاغوت والحكومات الفاسدة ، والركون إلى الظالمين ، وهكذا الانتماء إلى التجمّعات السياسية المنحرفة ، والخضوع للقيادات الضالة والجائرة.
الرابعة : عدم المنّة على الله بل الإحساس الدائم بالتقصير تجاهه.
(وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ)
والمؤمن الصادق لا يتبع جهاده وسعيه بالمنّ والاستكثار أبدا ، ذلك لأنّه يعدّ عمله الصالح شرفا وفّقه الله إليه ، وأنّه الذي يستفيد من العمل في سبيل الله في
__________________
(١) التفسير الكبير ج ٣٠ ص ١٩٣.
(٢) الدر المنثور ج ٦ ص ٢٨١.