الشعوب رهن أسرة فاسدة طاغية يتوارثون الحكم والظلم فليفعل ربنا ما يشاء مسلّمين بقضائه كما أمرنا بذلك وقال :
(ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً)
انّ حمل أمانة الرسالة ومن ثمّ مسئولية الإنذار والتغيير واجب إنساني شرعي ، مكلّف به كلّ مؤمن ، بل كلّ إنسان عاقل مستطيع ، أمّا متى وكيف يتغيّر النظام الحاكم ، وينتصر أهل الحق على حزب الشيطان ، فإنّه أمر يختصّ به ربّ العزّة ، وما ينبغي لنا الإيمان به حكمته البالغة ، وبذلك نزداد صبرا واستقامة.
وللآية عدة تفاسير أهمها وأقربها :
الأول : أنّها وعيد للكفّار ، أي دعني وإيّاه فإنّي كاف له في عقابه ، كما يقول القائل : دعني وإيّاه ، وعن مقاتل : معناه : خلّ بيني وبينه فأنا أفرد بهلكته (١).
الثاني : أنّها إشارة إلى أصل خلقة الإنسان ، فمعناه : دعني ومن خلقته في بطن أمّه وحده لا مال له ولا ولد (٢) ، شبيه قوله تعالى : «وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ» (٣) ، وفي ذلك إشارة لطيفة إلى أنّه تعالى سوف يسلب منه ما أعطاه من النعيم ، فهو في الأصل كان وحيدا جاء إلى الدنيا لا شيء معه ، فمنّ الله عليه بالأموال الممدودة والبنين الشهود.
الثالث : أنّها طعن في نسب الوليد بن المغيرة بصورة خاصة إذ كان مجهول
__________________
(١) مجمع البيان ج ١٠ ص ٣٨٧.
(٢) المصدر.
(٣) الأنعام ٩٤.