الوالد ، فعن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق (ع) قال : «إنّ الوحيد ولد الزنا» (١) ، وقال زرارة : ذكر لأبي جعفر ـ عليه السلام ـ عن أحد بني هشام أنّه قال في خطبته : أنا ابن الوحيد (يعني المتميّز المنقطع عن النظير ، وهكذا كان هذا الأموي يفتخر بالوليد الذي لعنه الله من فوق عرشه) ، فقال الباقر عليه السلام : «ويله لو علم ما الوحيد ما فخر بها» فقلنا له : وما هو؟! قال : «من لا يعرف له أب» (٢).
وقيل معناه : دعني ومن خلقته متوحدا بخلقه لا شريك لي في خلقه .. هكذا في مجمع البيان والتفسير الكبير (٣) ، وعن أبن عبّاس : كان الوليد يسمّى الوحيد في قومه (٤) ، قال الفخر الرازي : وكان يلقّب بالوحيد ، وكان يقول : أنا الوحيد بن الوحيد ، ليس لي في العرب نظير ، ولا لأبي نظير ، فالمراد «ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ» أعني «وحيدا» وطعن كثير من المتأخرين في هذا الوجه ، وقالوا : لا يجوز أن يصدّقه الله في دعواه : أنّه وحيد في هذا الأمور .. ذكر ذلك الواحدي ، والكشّاف ، وردّ عليه ثلاثة ردود (٥).
ولقد كان الوليد بن المغيرة من طغاة الجاهلية المترفين ، الذين أقبلت عليهم الدنيا بزينتها (المال والبنون) كما وصف الله بقوله :
(وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً)
وما دام الله هو الذي جعله فإنّه قادر على سلبه والذهاب به ، لأنّه لم يجعله إلّا
__________________
(١) مجمع البيان ج ١٠ ص ٣٨٧.
(٢) المصدر.
(٣) راجع مجمع البيان ج ١٠ ص ٣٨٧ والتفسير الكبير ج ٣٠ ص ١٩٨.
(٤) المصدر الأول.
(٥) التفسير الكبير ج ٣٠ ص ١٩٨.