(لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ)
في المنجد : ألاح فلانا أهلكه (١) فهي المهلكة للبشر ، ويقال : لوّح فلانا بالعصا والسيف والسوط والنعل : علاه بها وضربه (٢) ، وقيل : المعطشة ، تقول العرب : إبل لوحى ، ورجل ملواح أي سريع العطش ، ويقال لمن ضربته الشمس وغيّرت لونه لوّحته تلويحا ، وكأنّ سقر من حرارتها تغيّر جلود أهلها ووجوههم.
وحين يرد المجرمون وادي سقر يستقبلهم ملائكة غلاظ شداد .. هم مالك وثمانية عشر ، أعينهم كالبرق الخاطف ، وأنيابهم كالصياصي ، يخرج لهب النار من أفواههم ، ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة ، تسع كفّ أحدهم مثل ربيعة ومضر ، نزعت منهم الرحمة ، يرفع أحدهم سبعين ألفا فيرميهم حيث أراد من جهنم (٣).
(عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ)
وتحتمل الآية معان عدة :
الأول : المعنى الظاهر وهو أنّ خزنة سقر هذه عدتهم ، وليس ذلك بالقليل إذا كانت صفتهم كما ذكر صاحب المجمع ، بل إنّه تعالى قادر أن يجعل عليها واحدا يدير شؤونها ويعذّب أهلها أشد أنواع العذاب.
الثاني : أنّ التسعة عشر خزنة وادي سقر فقط ، ولبقية أجزاء جهنم خزنة آخرون.
الثالث : أنّ العدد المذكور هم بمثابة القوّاد والمدراء ، وتحت إمرتهم ما لا يدرك
__________________
(١) المنجد مادة لوح.
(٢) المصدر.
(٣) مجمع البيان ج ١٠ ص ٣٨٨.