والإنجيل) أنّ هذه عدّة ملائكة سقر ، وحيث يبيّنها القرآن فذلك يدعوهم لليقين بأنّه من عند الله ، والأقرب حمل المعنى على أنّهم العلماء الذين حملوا رسالة الله ، أو الذين أعطوا الكتاب ، والكتاب هنا كناية عن العلم الذي يسطّر فيه. وإنّما يستيقنون لأنّ ما تطرحه الآية تكشف لهم عن حقيقة جديدة من الغيب تزيدهم إيمانا باعتبار كلّ حقيقة من الغيب يؤمنون بها يرتفعون بها درجة في معراج اليقين.
(وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً)
لأنّ المؤمن كلّما اطّلع على شيء من الغيب كلّما تكاملت معرفته به ، ولا ريب أنّ هذه المعرفة تعكس أثرها الروحي في شخصيته ، فيزداد خوفا من ربه ، وإيمانا به ، وعملا بأحكامه وشرائعه.
(وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ)
أي يصلون إلى مرتبة من الإيمان لا شك معها ، وهذه من الدرجات الرفيعة ، لأنّ القليل من المؤمنين هم الذين يستطيعون تطهير قلوبهم من رواسب الشك والتردد. وإذا بلغ أحد ذلك فإنّه يتجاوز كلّ ابتلاء وفتنة لأنّ «الشكوك والظنون لواقح الفتن ، ومكدّرة لصفو المنائح والمنن» كما قال الإمام زين العابدين (ع) (١).
(وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ)
يعني المنافقين وضعاف الإيمان ، الذين يخالط إيمانهم الشك والريب والشرك.
(وَالْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً)
وبكلمة : إنّ الحكمة من وراء ذكر عدة التسعة عشر ابتلاء الناس ليعلم من
__________________
(١) الصحيفة السجادية / مناجاة المطيعين.