فأعلمه الخبر فقال : يا بني عد إليه بمثلها فعاد إليه بها فأقبل يحفن لمواليه وأهله وولده الحفنة بعد الحفنة ، وأمر بإعداد بعضها لنفقته فرجع إلى أبيه فأعلمه الخبر ، فقال : يا بني أحمل إليه مثلها ، قال : فحملت إليه ذلك فلما طلعت عليه قال : قد أصررنا بمال أبي العباس ففرقوها في غرمائنا ففرقت فيهم ثم قال لغرمائه : لو لا أن نداوم هذا البذل ما داومنا هذا الفضل ولكن سبيلها سبيل ما رأيتم.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف بن ما شاء الله ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد ، أنا أحمد بن مروان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سلام قال : قال سلم بن قتيبة : رب المعروف أشد من ابتدائه ، لأن الابتداء بالمعروف نافلة ، وربّه فريضة.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبيد الله السكري ، نا زكريا المنقري ، نا الأصمعي قال : قال سلم بن قتيبة : ما أتى رجل مجلسي ثلاث مرات في غير حاجة فعلمت ما مكافأته.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني الليث بن طاهر العابد ، نا أبو العباس الثقفي ، قال : ذكر رجل في مجلس سلم بن قتيبة فتناوله بعض أهل المجلس فقال له سلم : يا هذا أوحشتنا من نفسك ، وآيستنا من مودتك ، ودللتنا على عورتك.
أخبرنا بها عالية أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو إسحاق المزكّي ، نا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي قال : سمعت أبا يعلى الثقفي قال : جرى ذكر رجل في مجلس سلم بن قتيبة فتناوله بعض أهل المجلس فقال سلم : يا هذا أوحشتنا من نفسك ، وآيستنا من مودتك ، ودللتنا على عورتك.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، نا أحمد بن الحارث ، نا المدائني قال : قال سلم بن قتيبة : لا تتم مروءة الرجل حتى يصبر (١) على مناجاة الشيوخ البخر (٢).
__________________
(١) بالأصل : يصير ، والصواب ما أثبت.
(٢) البخر جمع أبخر ، وهو الذي في فمه نتن (القاموس).