أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن الحسن بن الحارث أبو بكر ـ بقراءتي عليه ـ أنا أبو الحسن علي بن أبي الجوجاني (١) قال : سمعت أبا القاسم الطبراني يقول :
رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في المنام كأنه جالس على كرسي على صفته التي انتهت إلينا الصحيحة ، فوقفت فسلّمت عليه فردّ علي السلام ، ثم جلست بين يديه ، ورفعت يدي ، فدعوت لنفسي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات بدعاء حسن فتحه الله علي ورسول الله صلىاللهعليهوسلم مقبل علي ، يتبسم ، فقلت : يا رسول الله أخبرني عن حديث الشعبي عن النعمان بن بشير عنك أنك قلت : «مثل المؤمنين في تواددهم وتواصلهم وتراحبهم (٢) كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر» ، فأشار رسول الله صلىاللهعليهوسلم صحيح ، صحيح ، صحيح ثلاث مرات ، فقلت : فحدثونا عن أبي نعيم ، عن زكريا بن أبي زائدة ، عن الشعبي ، عن النعمان بن بشير عنك ، فتبسم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اذكر التشهد. فذكرت التشهد الذي رواه ابن مسعود : التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليكم أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأشهد أن محمّدا عبده ورسوله. فقال لي النبي صلىاللهعليهوسلم : اذكر التشهد ، فذهب إليّ أنه أراد التشهد الذي رواه ابن عباس فذكرته ، وهو : التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأشهد أن محمّدا رسول الله ، فأشار صلىاللهعليهوسلم بيده فقال : هذا هو التشهد ، هذا هو التشهد ، هذا هو التشهد.
أخبرنا أبو بكر أيضا ، أنا أحمد بن علي بن محمّد الصوفي الأسواري ، أنا أحمد بن جعفر ـ إجازة ـ أنا أبو عمر بن عبد الوهاب قال : سمعت أبا القاسم الطّبراني يقول :
لما قدم أبو علي بن رستم من فارس دخلت عليه فدخل عليه بعض الكتّاب فصب على رجله خمسمائة درهم ، فلما خرج قال : ارفع يا أبا القاسم هذا فرفعته ، فجعلت
__________________
(١) كذا رسمها بالأصل.
(٢) كذا وفي مختصر ابن منظور ١٠ / ١٠٥ وتراجمهم.