فاسمع مني حتى يعلو فيه إسنادك ، ولا تروي عن أبي خليفة عني. فخجل الجعابي وغلبه الطّبراني ، قال ابن العميد : فرددت في مكاني أن الوزارة والرئاسة لم تكن لي ، وكنت الطّبراني وفرحت مثل الفرح الذي فرح الطّبراني لأجل الحديث ، أو كما قال (١).
كتب إليّ أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد الله قال : سمعت.
ثم أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، قال : سمعت أبا مسعود سليمان بن إبراهيم ، وأبو القاسم غانم بن أبي نصر البرجي يقولان : سمعنا أبا القاسم عمر بن محمّد بن عبد الله بن الهيثم الورّاق يقول : سمعت أبا جعفر بن أبي السري محمّد بن عبد الله بن الهيثم الدميري ، قال :
لقيت أبا العباس بن عقدة بالكوفة في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ، فسألته أن يعيد ما فاتني من المجلس فامتنع ، وشددت عليه فقال : من أي بلد أنت؟ قلت : من أهل أصبهان ، فقال : ناصبة تنصبون العداوة لأهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقلت له : لا تقولن يا شيخ هذا ، لأن أهل أصبهان فيهم متفقهة ومفتون وفاضلون ومتشيّعة فقال : شيعة معاوية؟ قلت : لا والله شيعة علي بن أبي طالب ، وما فيهم أحد إلّا وعلي أعزّ عليه من عينه وأهله وولده ، فأعاد علي ما فاتني.
ثم قال لي : سمعت من (٢) سليمان بن أحمد [اللخمي؟ فقلت لا أعرفه ، فقال : يا سبحان الله أبو القاسم ببلدكم ولا تسمع منه وتؤذيني هذا](٣) الأذى بالكوفة؟ ما أعرف لأبي القاسم نظيرا ، سمعت منه وسمع مني ، وسمعنا من مشايخنا ثم قال لي : سمعت مسند أبي داود؟ فقلت : لا ، فقال لي : ضيعت الحزم لأن مسند أبي داود منبعه أصبهان ، وقال لي : تعرف محمّد بن حمزة بن عمارة؟ فقلت : شديدا رجلا من أهل الفضل قال : فتعرف ابنه إبراهيم؟ قلت : نعم ، قال : كان عندنا ، ورأيته حافظا للحديث ، وقلّ ما رأيت مثله في الحفظ (٤).
__________________
(١) الخبر في تذكرة الحفّاظ ٣ / ٩١٥ وسير الأعلام ١٦ / ١٢٤ ومعجم البلدان (طبرية).
(٢) بالأصل : «ابن» خطأ والصواب عن تذكرة الحفّاظ.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن سير الأعلام وتذكرة الحفّاظ ، للإيضاح واستقامة المعنى.
(٤) الخبر بتمامه في سير الأعلام ١٦ / ١٢٤ ـ ١٢٥ وتذكرة الحفاظ ٣ / ٩١٦ ببعض اختلاف فيهما.