ذكر أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ قال : قال أبو أحمد العسّال : إذا سمعت أنا من الطّبراني عشرين ألف حديث ، وسمع منه إبراهيم بن محمّد بن حمزة ثلاثين ألف حديث ، وأبو الشيخ أربعين ألف حديث كملنا (١).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر اللفتواني قال : سمعت سليمان بن إبراهيم ـ ونقلته عن خطه ـ يقول : سمعت أبا نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ يقول : سمعت أبا عبد الله أحمد بن بندار بن إسحاق يقول : دخلت العسكر سنة ثمان وثمانين وحضرت مجلس عبدان ، وخرج ليملي ، فجعل المستملي يقول له : إن رأيت أن تملي؟ فيقول : حتى يحضر الطّبراني ، فإذا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطّبراني قد أقبل بعد ساعة متزر (٢) بإزار ، مرتدي (٣) بآخر ، وتحت إبطه من الكتب أجزاء ، وقد تبعه نحو عشرين أو أكثر من الغرباء يعني يفيدهم الحديث من بلدان شتى ، فلما أقبل قيل لعبدان : قد حضر الطّبراني فأخذ يحدث (٤).
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، وعبد الله بن أحمد ، وغيرهما إجازة قالوا : أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي مذاكرة ، قال : سمعت الحسن بن علي المقرئ يقول : سمعت أبا الحسين بن فارس اللغوي (٥) يقول : سمعت الأستاذ ابن العميد (٦) يقول :
ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذّ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها حتى شاهدت مذاكرة سليمان بن أحمد الطّبراني ، وأبي بكر الجعابي بحضرتي ، فكان الطّبراني يغلب الجعابي بكثرة تحفظه (٧) ، وكان الجعابي يغلب الطّبراني بفطنته ، وذكاء أهل بغداد حتى ارتفعت أصواتهما ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه ، فقال الجعابي : عندي حديث ليس في الدنيا إلّا عندي فقال : هاته ، قال : نا أبو خليفة ، نا سليمان بن أيوب ، وحدّث بالحديث. فقال الطّبراني : أنا سليمان بن أيوب ، ومني سمع أبو خليفة
__________________
(١) سير الأعلام ١٦ / ١٢٢.
(٢) كذا بالأصل ، وفي سير الأعلام : «متزرا .. مرتديا» وهو الظاهر.
(٣) كذا بالأصل ، وفي سير الأعلام : «متزرا .. مرتديا» وهو الظاهر.
(٤) الخبر نقله الذهبي في سير الأعلام ١٦ / ١٢٢ ـ ١٢٣.
(٥) هو أحمد بن فارس بن زكريا اللغوي صاحب كتاب المجمل ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ١٠٣
(٦) هو محمّد بن الحسين بن محمّد الكاتب الوزير ترجمته في وفيات الأعيان ٥ / ١٠٣.
(٧) كذا والصواب : حفظه ، كما في تذكرة الحفّاظ.