هداه ودلّه ، وكان علقمة يشبه بعبد الله. وقال جرير بن عبد الحميد : وكان إبراهيم يشبه بعلقمة ، وكان منصور يشبّه بإبراهيم ، وقال غير جرير : كان سفيان يشبّه بمنصور. قال عمر بن أحمد قال أبو علي القوهستاني : كان وكيع يشبّه بسفيان ، وكان أحمد بن حنبل يشبّه بوكيع ، وكان أبو داود يشبّه بأحمد بن حنبل.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله الصوفي ، أنا أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الرّوياني ، نا أبو نصر محمّد بن أحمد البلخي ، نا أبو سليمان حمد بن محمّد البستي قال : وحدّثني عبد الله بن محمّد المسكي ، حدّثني أبو بكر بن جابر خادم أبي داود قال :
كنت معه ببغداد فصلينا المغرب إذ قرع الباب ، ففتحته ، فإذا خادم يقول : هذا الأمير أبو أحمد الموفق يستأذن. فدخلت إلى أبي داود ، فأخبرته بمكانه ، فأذن له ، فدخل ، وقعد. ثم أقبل عليه أبو داود وقال : ما جاء بالأمير في مثل هذا الوقت؟ فقال : خلال ثلاث ، فقال : وما هي؟ قال : تنتقل إلى البصرة فتتخذها (١) وطنا (٢) ليرحل إليك طلبة العلم من أقطار الأرض ، فتعمر بك ، فإنها قد خربت وانقطع عنها الناس ، لما جرى عليها من محنة الزنج ، فقال : هذه واحدة ، هات الثانية ، قال : ويروى لأولادي (٣) كتاب السنن ، فقال : نعم هات الثالثة ، قال : وتفرّد لهم مجلسا للرواية ، فإن أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة فقال : أما هذه فلا سبيل إليها ، لأن الناس شريفهم ووضيعهم في العلم سواء.
قال ابن جابر : فكانوا يحضرون بعد ذلك ، ويقعدون في كمّ حيري ، ويضرب بينهم وبين الناس ستر ، ويسمعون (٤) مع العامة (٥).
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن ، نا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ، قال : وأنا الحسن بن أبي طالب ، نا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ ، أخبرني محمّد بن بكر بن عبد الرزاق ـ في كتابه ـ قال : كان لأبي
__________________
(١) بالأصل : «ينتقل إلى البصرة فيتخذها» صوبنا العبارة عن سير الأعلام.
(٢) بالأصل : «وطيا» والصواب عن م وانظر سير الأعلام.
(٣) بالأصل : «لأولاد في» والمثبت عن م وسير الأعلام.
(٤) بالأصل : ويسمعوني ، والمثبت عن م وسير الأعلام.
(٥) الخبر في طبقات الشافعية للسبكي ٢ / ٢٩٥ وسير الأعلام ١٣ / ٢١٦.