وكان نقشه : أنا الله ، لا إله إلّا أنا محمّد عبدي ورسولي» والصواب محمّد بن مخلد بزيادة ميم [٤٩٢٩].
أخبرنا أبو محمّد السّلمي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، وأبو علي بن شاذان ، قالا : أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن عمروية ، نا محمّد بن إسحاق الصّاغاني ، نا الحسن بن موسى ، نا حمّاد بن سلمة ، عن أبي عمران الجوني ، عن نوف البكالي :
أن سليمان كان يأوي إلى عجوز فكان إذا قال جاءت حية بيضاء من ناحية البيت تدبر عن وجهه الذباب ، وأتى ذات يوم شاطئ البحر ومعه فلق من خبز يابس ، فجعل ينضحه بالماء ، فهبت ريح فذهبت بالخبز فقعد حزينا فردّ الله عليه ملكه بعد ذلك.
أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين ، نا أبو بكر أحمد بن علي ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنا أحمد بن سندي ، نا الحسن بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى العطار ، أنا إسحاق بن بشر ، أنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن :
أن سليمان لما غلبه صخر المارد على ملكه خرج هاربا مخافة على نفسه أن يقتله ، فمضى على وجهه بغير حذاء ولا قلنسوة في قميص وإزار قال : فمرّ بباب شارع على الطريق وقد جهده الجوع والعطش والحر ، قال : ذلك الباب ، فقرع الباب ، فخرجت المرأة فقالت : ما حاجتك؟ قال : ضيافة ساعة فقد ترين ما أصابني من الحرّ والرمضاء ، وقد احترقت رجلاي وبلغ مجهودي من الجوع والعطش. قالت المرأة : إن زوجي لغائب وليس يسعني أن أدخل رجلا غريبا علي ، وهذا أوان انصراف زوجي ، فادخل البستان فإن فيه ماء وثمارا ، فأصب من ثماره وتبرّد (١) فيه فإذا جاء زوجي استأذنته في ضيافتك ، فإن أذن لك فذاك ، وإن أبى أصبت مما رزق الله ومضيت ، فعلم أنها تكلمت بعقل ، فدخل البستان فاغتسل ووضع رأسه فنام فإذا الذباب فجاءت حية سوداء فمرّت بسليمان فعرفته فانطلقت فأخذت ريحانة من البستان بفيها يقال لها العبهر (٢) فجاءت إلى سليمان عند رأسه ، فجعلت تذبّ عنه حتى جاء زوج المرأة ، فقصت عليه القصة ، فدخل الزوج إلى سليمان. فلما رأى الحية وصنيعها دعا امرأته فقال لها : تعالي فانظري
__________________
(١) عن م ومختصر ابن منظور ١٠ / ١٣٤ وبالأصل : «وتبره».
(٢) العبهر : النرجس ، والياسمين ، ونبت آخر ، فارسيته بستان أفروز (القاموس المحيط).