وأخبرنا جدي أبو الفضل يحيى بن علي القاضي ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء قالا : أنا أبو الحسن بن مخلد البزاز ، نا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السّماك ، نا القاضي البرتي ـ قال عبد العزيز : محمّد بن عيسى ، وقال ابن أبي العلاء : أحمد بن محمّد (١) وهو الصواب ـ نا أبو حذيفة ، نا إبراهيم بن طهمان ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«إن سليمان كان لا يصلي صلاة إلّا وجد شجرة نابتة بين يديه ، فيقول لها ما اسمك؟ فتقول : كذا وكذا ، فيقول : لما أنت؟ فتقول : لكذا وكذا ، فإن كانت لغرس غرست ، وإن كانت لدواء علم ذلك ، فصلّى ذات يوم فإذا شجرة نابتة بين يديه ، فسأل : ما اسمك؟ قالت : الخرنوب ـ أو : الخروب ، شك البرتي ـ فقال : لما أنت؟ فقالت : لخراب هذا البيت ، فقال سليمان : اللهم عمّ على الجن موتي حتى يعلم الإنس أن الجن كانوا لا يعلمون الغيب ، قال : فنحتها عصا ، ثم توكأ عليها حولا وهم لا يعلمون ، قال : ثم أكلتها الأرضة فسقط ، فعلموا عند ذلك بموته فشكرت ذلك للأرضة قال : فأين ما كانوا يأتونها بالماء قال : وقدّروا مقدار أكلها العصا فكان سنة».
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد نا الحسين بن الحسن ، نا الأحوص بن جواب الضّبّي ، نا عبد الجبار بن عباس الهمداني ، عن سلمة بن كهيل ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :
كان سليمان بن داود إذا صلّى صلاة الغداة طلعت بين يديه شجرة فيقول لها : ما أنت؟ ولأي شيء طلعت؟ فتقول الشجرة كذا وكذا طلعت لداء كذا وكذا ، فصلّى ذات يوم الغداة فطلعت بين عينيه شجرة فقال لها : ما أنت؟ ولأي شيء طلعت؟ قالت : أنا الخروب ، طلعت لخراب هذه الأرض ، قال : فعلم سليمان أن بيت المقدس لن يخرب ، وهو حي ، وأن أجله قد اقترب ، فسأل ربه أن يعمي (٢) على الشياطين موته ، فمات على عصاه فسلّطت الأرضة على عصاه فسقط ، فخفت على الشياطين أن يأتيها بالماء حيث
__________________
(١) القاضي البرتي اسمه أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر ، أبو العباس البغدادي ، ترجمته في تاريخ بغداد ٥ / ٦١.
(٢) بالأصل : يعمني ، خطأ والصواب ما أثبت عن م.