عبد الله بن الحسن بن محمّد الخلّال ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ الصّيدلاني ، أنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوري ، نا علي بن سهل ، نا عفان ، نا همّام ، عن قتادة قال :
قال لي سليمان بن هشام : إن هذا ـ يعني الزّهري ـ لا يدعنا نأكل شيئا إلّا أمرنا أن نتوضأ منه ـ يعني ما مسته النار ـ قلت له : سألت سعيد بن المسيّب فقال : إذا أكلت فهو طيب وليس فيه وضوء ، فإذا خرج فهو خبيث عليك فيه الوضوء قال : فهل بالبلد أحد؟ قلت : نعم أقدم رجل في جزيرة العرب علما قال : من؟ قلت : عطاء بن أبي رباح ، فبعث إليه فقال : حدّثني جابر بن عبد الله أنهم أكلوا مع أبي بكر الصّدّيق خبزا ولحما فصلّى ولم يتوضأ ، فقال لي : ما تقول في العمرى (١)؟ فقلت : حدّثني النّضر بن أنس ، عن بشير (٢) بن نهيك ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
«العمرى جائزة» قال الزهري : إنها لا تكون عمرى إلّا أن يجعل له ولعقبه قال : قال لعطاء : ما تقول؟ قال : حدّثني جابر بن عبد الله أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
«العمرى جائزة» قال الزهري : إنّ الأمراء لا يقضون بذلك. قال عطاء : بل قضى به عبد الملك بن مروان في كذا وكذا.
أخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب من أصل كتابه ، نا العباس بن محمّد الدوري ، نا أبو عمر الحوضي ، نا همّام ، نا قتادة قال :
قال لي سليمان بن هشام : إن هذا لا يدعنا ـ يعني الزهري ـ نأكل شيئا إلّا أمرنا أن نتوضأ منه ، قلت : سألت عنه سعيد بن المسيّب فقال : إذا أكلته فهو طيب فليس عليك فيه وضوء ، وإذا خرج فهو خبيث عليك فيه الوضوء ، فقال : ما أراكما إلّا قد اختلفتما فهل بالبلد أحد؟ قلت : نعم أقدم رجل في جزيرة العرب ، قال : من؟ قلت : عطاء ، فأرسل إليه فجيء به فقال : إن هذين قد اختلفا علي فما تقول؟ قال : حدّثني جابر بن عبد الله أنهم أكلوا مع أبي بكر خبزا ولحما ثم قام فصلّى ولم يتوضأ فقال لي : ما تقول
__________________
(١) قال ابن الأثير : وقد تكرر ذكر العمري في الحديث ، يقال : أعمرته الدار عمري : أي جعلتها له يسكنها مدة عمره ، فإذا مات عادت إليّ وكذا كانوا يفعلون في الجاهلية (النهاية : عمر).
(٢) بالأصل : بشر ، والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الأعلام ٤ / ٣٥١.