واره ، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن شداد بن محمد بن شداد قال : سمعت أبي يذكر عن أبيه ، عن جده ، عن شداد بن أوس أنه كان عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يجود بنفسه فقال :
«ما لك يا شداد؟» قال : ضاقت بي الدنيا ، فقال : «ليس عليك إنّ الشام تفتح ويفتح بيت المقدس ، فتكون أنت وولدك أئمة فيهم إن شاء الله» [٤٩٧٥].
أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي ، أنبأ أبو بكر الصفار ، أنبأ أحمد بن علي بن منجويه ، أنا أبو أحمد الحاكم قال : أنبأ أحمد بن عمير ، حدّثني أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الوهاب ـ وهو ابن محمد بن عمرو بن محمد بن شداد بن أوس الأنصاري صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ حدّثني أبي عن أبيه ، عن جده قال :
كانت كنية شداد أبو يعلى ، وكانت له خمسة أولاد أربع بنين وبنت وكان أكبرهم يعلى ، ثم محمد ، وعبد الوهاب ، والمنذر فمات شداد وعبد الوهاب والمنذر صغيرين ، ولم يعقب يعلى وأعقبوا كلهم ، وكانت البنت اسمها خزرج ، تزوجت في الأزد ، وتوفي شداد سنة أربع وستين ، ونشأ لابنته خزرج نسل إلى سنة ثلاثين ومائة ، وكانت الرجفة التي كانت بالشام سنة ثلاثين ومائة ، وكان فيها خروج أبي مسلم وزوال أمر بني أمية ، فرجفت (١) الشام وكان أكثر ذلك ببيت المقدس ففني (٢) كثير ممن كان فيها من الأنصار وغيرهم (٣) ووقع المنزل الذي كان فيه محمد بن شداد على كلّ من كان فيه من أهله وولده ففنوا جميعا ، وسلم محمد قد ذهبت رجله تحت الردم ، فعمّر بعد ذلك إلى قدوم المهدي ، وكانت النعل (٤) زوج (٥) خلّفها شداد عند ولده فصارت إلى محمد بن شداد ، فلما أن رأت أخته خزرج ما نزل به وبأهله ، وأنه لم يبق منهم أحد جاءت فأخذت فرد النعلين وقالت : يا أخي ، ليس لك نسل وقد رزقت ولدا وهذه مكرمة رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحب أن تشرك فيها ولدي ، فأخذتها منه.
وكان ذلك في أوان الرجفة ، فمكثت النعل عندها حتى أدرك أولادها ، فلما أن صار المهدي إلى بيت المقدس أتوه بها وعرّفوه نسبها من شداد فعرف ذلك ، وقبل النعل
__________________
(١) بالأصل : فرجعت ، خطأ والصواب ما أثبت باعتبار سياق العبارة وانظر مختصر ابن منظور ١٠ / ٢٧٨.
(٢) رسمها مضطرب بالأصل وتقرأ «ففي» والمثبت عن سير الأعلام ٢ / ٤٦٣.
(٣) بالأصل : وميرهم ، خطأ.
(٤) أي نعل النبي صلىاللهعليهوسلم.
(٥) كذا بالأصل وصوابه : زوجا.