منهما ، وأجاز كل واحد منهما بألف دينار ، وأمر لكل واحد منهما بضيعة ، وكتب كل واحد منهما في مائة من العطاء ، ثم بعث إلى محمد بن شداد فأتي به فحمل على أيدي الرجال للزمانة (١) التي كانت به أصابته من الرجفة فسأله عن خبر النعل فصدق مقالة الرجلين فيها ، وقال له المهدي : ائتني بالأخرى ، فبكا محمد بن شداد واسترحمه وناشده بقرابته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : إن الأمر قد فرت مني قلا تفجعني بها ولا تسلبني مكرمة اختصّنا بها ابن عمك رسول الله صلىاللهعليهوسلم نبي الرحمة ، فرّق المهدي للشيخ وأقرّها على حالتها فأخبرني من أدركت من مشايخ الأنصار من ولد شداد وغيره أن الرجلين هلكا وهلك ما كان لهما ولم يعقبا (٢).
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنبأ أبو نعيم (٣) ، ثنا أبي ، وأبو محمد بن حيّان (٤) قالا : نا إبراهيم بن محمّد بن الحسن ، ثنا أبو حميد الحمصي أحمد بن محمّد بن سيار ، ثنا شريح بن يزيد الحضرمي أبو حيّوية ، ثنا معان بن رفاعة ، عن أبي يزيد الغوني (٥) عن من حدّثه ، عن أبي الدرداء أنه كان يقول : لكلّ أمة فقيها ، وإن فقيه هذه الأمة شدّاد بن أوس.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقند [ي] ، أنبأ أبو الفضل عمر بن عبيد الله بن عمر ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ عثمان بن أحمد ، ثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله ، ثنا سفيان قال : قال أبو الدرداء : منهم من أوتي علما ولم يؤت حلما وإن شداد بن أوس أوتي علما وحكما (٦).
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل ، وأبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم ، قالا : أنبأ علي بن محمد بن علي ، أنبأ محمد بن عبد الله بن محمد ، أنبأ محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي (٧) ، ثنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، ثنا نصر بن المغيرة ،
__________________
(١) الزمانة : العاهة المزمنة.
(٢) نقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٤٦٢ ـ ٤٦٣ من طريق ابن جوصا.
(٣) الخبر في حلية الأولياء ١ / ٢٦٥ ونقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٤٦٣.
(٤) بالأصل حبان بالباء الموحدة والمثبت عن الحلية.
(٥) كذا ، وفي الحلية وسير الأعلام : الغوثي.
(٦) كذا ، وفي سير الأعلام ٢ / ٤٦٤ وحلية الأولياء ١ / ٢٦٤ «حلما».
(٧) بالأصل الدعولي بالعين المهملة ، والصواب ما أثبت وضبط عن الأنساب.