ثم قال أبو شيبة : فأنا قد كنزت هذا الكلام في قلبي منذ ثمانين سنة [٤٩٧٦].
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأ أبو نعيم الحافظ (١) ، ثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا أبو شعيب الحرّاني ، ثنا جدي ، ثنا موسى بن أعين ، عن بكر بن خنيس ، عن عطاء بن عجلان ، عن خالد بن محمود بن الربيع ، عن عبادة بن نسيّ قال :
مربي شداد بن أوس ، فأخذ بيدي فانطلق بي إلى منزله ثم جلس يبكي حتى بكيت لبكائه فلما سري عنه قال : ما يبكيك؟ قلت : رأيتك تبكي فبكيت ، قال : إني ذكرت حديثا سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«إني (٢) أخوف ما أتخوف (٣) على أمتي الشرك ، والشهوة الخفية» [٤٩٧٧].
أخبرنا أبو الأعز (٤) قراتكين (٥) بن الأسعد ، أنبأ أبو محمد الجوهري ، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل بن الحراح (٦) ، نا أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن السري بن البزار ، ثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد بن الحسن بن عدي الكندي ، ثنا أبو خالد ، عن ابن عجلان ، عن رجاء بن حيوة الكندي ، عن محمود بن الربيع قال :
خرجت مع شداد بن أوس إلى السوق ثم رجع فاستلقى على فراشه فبكى بكاء ليس بالتبكي ، ثم قال : ألا يا بغايا العرب ، يا بغايا العرب ، ألا لا يعد الإسلام وأهله ، إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة الشرك والشهوة الخفية ، قال : ثم جلس فقلت : لقد رأيتك فعلت شيئا ما رأيت فعلت قبله مثله ، قلت : أتخاف علينا الشرك وقد هدانا الله إلى الإسلام ، قال : فضرب بيده عليّ ثم قال : ثكلتك أمك يا محمود ، أوما كان الشرك إلّا أن تجعل مع الله إلها آخر (٧).
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر بن الطبر الجريري ، أنبأ أبو الحسن
__________________
(١) الخبر في حلية الأولياء ١ / ٢٦٨.
(٢) في الحلية : إن.
(٣) في الحلية : أخاف.
(٤) تقرأ بالأصل : الأغر ، خطأ والصواب بالزاي.
(٥) بالأصل : فراتكين ، والصواب بالقاف.
(٦) كذا.
(٧) انظر حلية الأولياء ١ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠.