عزلت؟ قال عمر : تحرّجت أن أدعك وأن أجد من هو أفوق (١) منك ، قال : فاعذرني ، قال : نعم ، ولو أعلم غير ذلك لم أعذرك ، قال : فعذره.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل ، عن عمر بن محمّد ، أنبأ أبو سعد محمّد بن علي بن محمّد ، أنبأ أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، أنبأ جدي أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، ثنا بندار ، وأبو موسى ، قالا : ثنا معاذ بن هشام ، حدّثني أبي ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرّحمن بن غنم (٢) قال :
وقع الطاعون بالشام عام عمواس ، وعليها عمرو بن العاص ، فقالوا : إن هذا الرجز قد وقع فتفاروا (٣) في الأودية والشعاب ، قال : فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة ، قال أبو موسى في حديثه : فبلغ شرحبيل بن حسنة ، وكان من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم ، وانطلق وهو متعلق نعليه بشماله ، وقال ابن بندار : فجاء وقد تعلق نعله بشماله ـ يعني فقال : والله لقد صحبت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعمرو أضلّ من جمل أهله ، إن هذا الطاعون دعوة نبيكم صلىاللهعليهوسلم ورحمة ربكم ووفاة الصّالحون قبلكم ، وقال أبو موسى : فقال : لقد صحبت نبي الله صلىاللهعليهوسلم وعمرو أضلّ من حمار أهله ، فإن هذا الطاعون دعوة نبيكم ورحمة ربكم ، ووفاة الصّالحون (٤) قبلكم (٥).
قال : وأنا بندار ، نا مسلم بن إبراهيم ـ أملاه علينا من كتابه ـ ثنا همام بن يحيى.
ح قال : ونا أبو موسى ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا همّام ، نا قتادة ، ومطر ، عن شهر بن حوشب بن عبد الرّحمن بن غنم (٦) قال :
وقع الطاعون بالشام ، فخطب عمرو بن العاص فقال : إنّ هذا الطاعون رجس ففروا منه في الأودية والشعاب ، فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة ، فغضب ، فجاء يجر ثوبه ونعلاه في يده فقال : كذب عمرو بن العاص ، صحبت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعمرو أضل من جمل ولكنه رحمة ربكم ، ودعوة نبيكم ، ووفاة الصّالحون (٧) قبلكم ، فبلغ ذلك معاذا
__________________
(١) كذا بالأصل.
(٢) بالأصل : غانم ، والصواب ما أثبت انظر الإصابة ٢ / ١٤٣ وأسد الغابة ٢ / ٣٦١ ومختصر ابن منظور ١٠ / ٢٩٠.
(٣) كذا بالأصل ، وفي أسد الغابة : فتفرقوا.
(٤) كذا بالأصل ، وصوابه «الصالحين».
(٥) راجع أسد الغابة ٢ / ٣٦١ والمستدرك ٣ / ٢٧٦.
(٦) بالأصل : غانم ، والصواب ما أثبت انظر الإصابة ٢ / ١٤٣ وأسد الغابة ٢ / ٣٦١ ومختصر ابن منظور ١٠ / ٢٩٠.
(٧) كذا بالأصل ، وصوابه «الصالحين».