مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنهُمْ مَنْ صَدَّ عَنهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً ) (١).
الله تعالى ينصب لآل إبراهيم هذا المقام العظيم ، فهم أهل الكتاب والحكمة ، ماذا يقول العامة؟ إنّ آل محمّد أهل الكتاب والحكمة ، ونحن نقول : لولا علي لهلك فلان ، ونقول : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن (٢).
فهم يقرّون وأيّ إقرار؟! وقد آمنتم ببعض الكتاب وفعلتم الأُخرى بالمرّة ، أفتؤمنون بأنّه مؤمن بالكتاب والحكمة وتسكتون عن باقي الآية : ( وَآتَينَاهُمْ مُلكَاً عَظِيماً ) (٣).
هذا الوعيد بجهّنم مسجّل في الآية لمن أنكر حقّ آل محمّد في الملك العظيم ، لأنّ قوله تعالى : ( وَآتَيناهُمْ مُلكَاً عَظِيماً فَمِنهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ ) فعبارة « به » عائدة على أقرب ضمير وهو الملك ( فَمِنهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنهُمْ مَنْ صَدَّ عَنهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً ) (٤).
__________________
١ ـ النساء : ٥٤ ـ ٥٥.
٢ ـ إشارة إلى مقولات عمر بن الخطاب الذي كان لا يجد جواباً عند مواجهته لمشاكل المسلمين الفقهية والعقائدية والاجتماعية ... فكان يستنجد بالإمام أمير المؤمنين عليهالسلام لإنقاذه من هذه المطبات!!
أنظر : فتح الباري : ١٣ / ٢٨٦ ، تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة : ١٥٢ ، كنز العمال للمتقي الهندي : ١٠ / ٣٠٠ ، فيض القدير للمناوي : ٤ / ٤٧٠ ، جواهر المطالب لابن الدمشقي : ١ / ١٩٥ ، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي : ٢ / ١٧٢ وغيرها.
٣ ـ النساء : ٥٤.
٤ ـ النساء : ٥٥.