لكنه اللجاج ، يعني عندما تأتي آية المودّة بعد آية المباهلة من الطبيعي أن يفهم السامع أن هؤلاء هم أهل المباهلة ـ « يا رسول الله مَن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وابناهما » (١).
ولمّا جاء الأمر بالصلاة على النبي ، كرّر صلىاللهعليهوآلهوسلم البيان عندما سألوا : مَن آلك الذين نصلّي عليهم ولا تصح عبادتنا إلاّ بالصلاة عليهم ، فقال : علي وفاطمة وابناهما (٢).
وأمّا القول القاطع والجامع المانع فهو قول ربّنا على سبيل التأكيد والحصر : ( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهِيراً ) (٣) ، فيجمع الله لآل محمّد مواقف التبيين لنصلّي عليهم ونبايعهم وأن بعض ـ لا أقول من آمن بمحمّد ، لأنّه لو آمن لم يتردّد في إعطاء الحقّ لآل محمّد ـ من تبعوا محمّداً :
[ الفرق بين من تبع النبي صلىاللهعليهوآله وبين من آمن به : ]
انتبهوا ، فهناك فرق بين مَن تبع محمّداً وبين مَن آمن بمحمّد ، إذ التبعية قد يتبع الرجل الرجل على دخيلة في نفسه لا ينفي
____________
١ ـ مجمع الزوائد : ٧ / ١٠٣ و ٩ / ١٦٨ ، المعجم الكبير : ٣ / ٤٧ و ١١ / ٣٥١ ، وانظر : شواهد التنزيل : ٢ / ١٩١ ـ ١٩٩ ، فضل آل البيت للمقريزي : ٧٦ ، ينابيع المودة : ٢ / ٣٢٥ ، فتح القدير : ٤ / ٥٣٧.
٢ ـ أنظر : فتح الباري : ١١ / ١٣٦.
٣ ـ الأحزاب : ٣٣.