المتابعة الظاهرية ، وهذا شخص مصاحبة ، يعني قد يصحب الرجل الرجل مع اختلاف نيّة كل من الصاحبين ، ليس معنى أن زيداً صاحب عمرو هو أن زيداً وعمرواً كلاهما على نيّة واحدة.
نحن نقرأ في القرآن في سورة الكهف أن اثنين : واحد مؤمن وواحد كافر ، القرآن يجعلهم صاحبين : ( قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أكَفَرتَ بالَّذي خَلَقَكَ مِنْ تُراب ) (١) ، يسميهم صاحبين واحد منهم مؤمن والثاني كافر!
بل أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حرص على أن يبيّن أن مصطلح الصحابة لا يتطابق مع مصطلح الإيمان ـ فهذا شيء وذاك شيء ـ حرص على أن يبيّن أن كلمة أصحاب تخاطب صحبة الأبدان لا افتراق القلوب والوجدان ، فما أعجب هذا القول النبوي!
عندما نزل القرآن يفضح نفاق عبد الله بن أُبيّ ويبيّن أنه رأس النفاق ، وتداعى من يقول اضرب عنقه ، فيردّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الردّ الذي غابت حكمته عن العقول التي لا تريد أن تعقل ، فقال : « دعه لا يتحدث الناس أنّ محمّداً يقتل أصحابه » (٢).
فعبد الله بن أُبيّ وصفه رسول الله بأنّه صاحبه!
هذا المصطلح مصطلح مضلل ، فالتبعية غير الإيمان.
__________________
١ ـ الكهف : ٣٧.
٢ ـ صحيح البخاري : ٦ / ٦٦ ، صحيح مسلم : ٨ / ١٩ ، السنن الكبرى : ٩ / ٣٢ ، شرح صحيح مسلم للنووي : ١٦ / ١٣٨ ، صحيح ابن حبان : ١٣ / ٣٣١ ، وغيرها.