الشعيرة التي ستتم الآن يكون قد انقلب على عقبيه وخسر الدنيا والآخرة.
الأعرابي يسأل ـ ماذا يقول ـ : يا رسول الله أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله فشهدنا ـ مستكثر ويمنّ ـ وأمرتنا أن نصلّي الخمس فصلّينا ، وأمرتنا أن نخرج من أموالنا الزكاة فأخرجنا ، وأمرتنا أن نصوم فصمنا ، وأمرتنا أن نحج فحججنا ، وقد علمتُ أنّك عمدت إلى صهرك وابن عمك فوضعته على أعناقنا ، اللّهم إن كان كذلك فأمطر علينا حجارةً من السماء ، أو ائتنا بعذاب أليم ، ثمّ لم يتمهل حتى يسمع جواب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فولّى لبعيره ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أدركوه فقد حاق به ما توعّد نفسه به ، فأدركوه فإذا بصاعقة قد شطرته ببعيره ، وإذا بقول ربنا تعالى : ( سَألَ سَائِلٌ بِعَذاب وَاقِع * لِلكَافِرينَ لَيسَ لَهُ دَافِعٌ ) (١).
هذا العذاب الذي عجّل الله به لمن تمرّد على ولاية آل محمد تمرداً صريحاً ظاهراً.
وأمّا الذين تمرّدوا تمرّداً خفيّاً ، فقد ادّخر لهم رأي الأمة المسكينة التي انخدعت بهم ، عذاب القرون التي تجرّعناه همّاً ووصماً ونحن نستهتف لوعيد ربّنا الذي حذّر منه القرآن وبيّن مدلوله رسول الله صلوات الله عليه وآله في بيان قوله تعالى : ( قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلى أن يَبعَثَ عَلَيكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوقِكُمْ أوْ مِنْ تَحتِ
__________________
١ ـ المعارج : ١ ـ ٢ ، أنظر : شواهد التنزيل : ٢ / ٣٨١ ـ ٣٨٥ ، جامع أحكام القرآن : ١٨ / ٢٧٨ ، نظم درر السمطين : ٩٣ ، ينابيع المودة : ٢ / ٣٦٩ ـ ٣٧٠.