شدّني هذا الحرص من الأئمّة في هذه الأدعية على الوفاء لشجرة الأنبياء بدءاً من آدم : السلام عليك يا آدم صفوة الله .. السلام عليك يا نوح .. السلام عليك يا إبراهيم .. السلام عليك يا موسى .. السلام عليك يا عيسى .. صلوات الله عليهم ; هذا هو البرهان على أنّكم ورثة الأنبياء وبقيّة الرسالات ، لأنّكم توفّون للأنبياء بما قدّموه في حقّ نبيّكم.
الأنبياء والرسل أُخذ عليهم العهد من الله تعالى أن يؤمنوا بمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وأن يصطفّوا خلفه صفاً واحداً : ( وَإذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبيينَ لَمَا آتَيتُكُمْ مِن كِتَاب وَحِكمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقْرَرتُمْ وَأَخَذتُمْ عَلى ذَلِكُمْ إصْري قَالُوا أَقرَرْنا قَالَ فَاشهَدُوا وَأنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدينَ ) (١).
الميثاق الذي أُخذ على الأنبياء متأخّر بهذه النقطة جعلهم في حالة انتظار للنبي المنتظر ، بدءاً من آدم .. ونوح .. وإبراهيم .. وعاشوا كل العبادات التي كلّفهم الله بها ، بحيث كانت لا تلزمهم إلاّ أن يعيشوا في حالة انتظار للنبي الخاتم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأن يتعهدوا بأنّهم إن شهدوه آمنوا به ونصروه ، ومعنى نصروه يعني ينقلبوا إلى جنود! فحالة الانتظار التي كتبت على الأنبياء ـ انتظار النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ أصبحت عبادة من أفضل العبادات لأنّها انتظار لأيّ شيء؟ انتظار لأمر الله عزّ وجلّ وأعظم
__________________
١ ـ آل عمران : ٨١.