تعرفوا الله حتى تكونوا مع الذين أنعم الله عليهم ، وحدّد لكم الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقاً.
إنّ قصّة الإمامة في القرآن هي قصة الخليقة كلّها .. هي قصّة الكون كلّه.
إنّ الله تعالى لمّا تعلّقت مشيئته وإرادته بأن يستخلف في الأرض خليفة واصطفى آدم ..
وأنا بين يدي سيدتي المعصومة وأستمع إلى الزيارة ، هزني توقير الشيعة لأنبياء الله جميعاً وهم يسلّمون على آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، إنّ أتباع الأنبياء لا يعرفون حقّهم كما تعرفون أنتم شيعة آل محمّد الذين أعدّكم الله للشهادة للأنبياء يوم القيامة.
إنّ المرء يندهش أن يكون شيعة آل محمّد هم الشهود على مواكب الأنبياء يوم القيامة ، ولكن القرآن يقطع بهذا! يقول الحق في سورة المائدة : ( يَومَ يَجمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لاَعِلمَ لَنَا إنَّكَ أنتَ عَلاّمُ الغُيُوبِ ) (١) ، فالرسل شهود على أممهم ، كل رسول على أمته شهيد ( فَكَيفَ إذَا جِئنَا مِن كُلِّ أُمَّة بِشَهيد ) (٢) ، جاء الشهداء على أممهم قد ألجمهم الفزع الأكبر .. ألجمهم الروع ،
____________
١ ـ المائدة : ١٠٩.
٢ ـ النساء : ٤١.