( قَالُوا لاَعِلمَ لَنَا إنَّكَ أنتَ عَلاّمُ الغُيوبِ ) (١) ، الحقّ تبارك وتعالى لا يبرئ ساحتهم حتى يبيّنوا أنّهم بلّغوا.
الكفّار أتباع الأنبياء السابقين لمّا يسمعوا رسلهم يقولون أمام المحكمة الكبرى : ( لاَ عِلْمَ لَنَا ) ، أتباع نوح وهود وصالح وشعيب لمّا يسمعوا الأنبياء يقولون : ( لاَ عِلْمَ لَنَا ) ، يقول أحدنا جاءك الفرج يا مسلم! أنا يسألني عن عملي أقول لم يأتني أحد .. لم يوجهني أحد .. لم يرسل إليّ أحد!!
إنّ من مشاهد القيامة أن يموج الخلق فى إنكار رسالة الرسل تخلّصاً من عبء الحساب ، فيعود الله إلى الرسل : أنتم تقولون لا علم لكم ـ عدل مطلق ـ وأتباعكم يقولون أنّكم لم تبلّغوا؟!
عندئذ يتلاوم الأنبياء والرسل أنفسهم ويعود إليهم إحساسهم ، لأنّ الأمر في غاية الخطورة ، فيقولون : لا يا ربّنا وعزّتك وجلالك بلّغنا كما أردتنا.
فيقول : مَن يشهد لكم أنّكم بلّغتم قلتم لا علم لنا وأقوامكم ينكرون أنّكم بلّغتم؟
فيقولون : يشهد لنا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، تصديقاً لقول ربّنا تعالى : ( فَكَيفَ إذَا جِئنَا مِن كُلِّ أُمَّة بِشهيد وَجِئنَا بِكَ عَلَى هَؤلاءِ شَهِيداً ) (٢)
__________________
١ ـ المائدة : ١٠٩.
٢ ـ النساء : ٤١.