الموقف يلجم الأنبياء والمرسلين قبل رسولنا الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم المعصوم في حركاته وسكناته .. في قوله وفعله .. في منامه ويقظته .. المعصوم في كل شيء.
فكما أخذ الله العهد على الأنبياء أن يؤمنوا به ، أخذ بدوره العهد علينا وعلى البشرية كلها أن نؤمن بالأئمة من بعده.
إقرأ يا أخي وتأمل هذه العبادة التي أكرمنا الله بها نحن معشر شيعة آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وأسأل الله أن يحشرنا بها ـ إنّ الله تعالى خلق الأنبياء أرواحاً وأنواراً وكتب لهم شرف النبوة والرسالة ، ولكنّه أخذ عليهم ميثاقاً غليظاً يجعلهم في حالة انتظار التي تعتبر أشرف العبادات .. حالة الإنتظار الماثلة في قول الله عزّ وجلّ : ( وَإذ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيينَ ) النبيون والمرسلون جميعاً لأنّ كل رسول نبي وليس كل نبي رسول ، ( وَإذ أخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيينَ لَمَا آتَيتُكُمْ مِن كِتَاب وَحِكمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشهَدُوا وَأنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) (١).
كل نبي منذ آدم عليهالسلام لا يبرئ ذمّته أن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله حتى يؤمن بمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتى يؤمن بالنبي الخاتم ، وأن يكون في حالة انتظار ، ربّما أنّه يجتمع بالنبي الخاتم فيسارع
__________________
١ ـ آل عمران : ٨١.