إلى الإيمان به وتصديقه والاصطفاف خلفه كل الأنبياء.
وما أروع هذا الخطاب المحمدي لمعشر اليهود الذي ينمّ عن غيرته صلىاللهعليهوآلهوسلم : لمّا دخل المدينة فوجد اليهود صياماً ، فسأل عن ذلك؟ فقالوا : هذا يوم نجّى الله فيه موسى من فرعون وقومه ، فقال : أنا أولى بموسى منكم.
وليس هذا قول نبوي فحسب ، بل هو القرآن : ( إنَّ أوْلَى النَّاسِ بِإبراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذا النَّبيُّ وَالَّذينَ آمَنُوا وَاللهُ وَليُّ المُؤمِنينَ ) (١).
فالأنبياء في حالة انتظار ليتشرفوا ، يتشرفون بأي شيء؟
إعلم أن نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم أوّل خلق الله ابتداءاً وآخر رسل الله ابتعاثاً ، ... الله كان موجوداً وآدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومن قصّ الله ومن لم يقصص من النبيّين ، لكن وجود يختص به مكنون في علم الله ، وجود التقدير الذي يختصّ به علم الله.
فالأنبياء مطلوب منهم إذا ظهر محمّد على كوكب الأرض أن يصطفوا خلفه ويؤمنوا به ويتّبعوه. وأخصّ كتابين ـ التوراة والإنجيل ـ من الكتب التي كتب الله لها البقاء إلى ما بعد محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم يجد فيها تحديداً ـ بنصّ القرآن وبنصّ التوراة وبشهادة الإنجيل ـ أنّ المقبولين عند الله لا يكفيهم أن يكونوا قد آمنوا بأحد من الأنبياء
__________________
١ ـ آل عمران : ٦٨.