قبل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى يؤمنوا به : ( النَّبيَّ الأُمِّيَّ الَّذي يَجِدُونَهُ مَكتُوبَاً عِندَهُمْ في التَّوْرَاةِ وَالإنجيلِ يَأمُرُهُمْ بِالمَعرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنهُمْ إصرَهُمْ وَالأغْلاَلَ الَّتي كَانَتْ عَلَيهِمْ ) (١).
كانت الإنسانية موعودةً بأن تدخل في طريق العبودية رويداً رويداً ، نبياً بعد نبي ، حتى إذا أتمّت مناهجها في معرفة الله شرّفها الله بالرحمة التامة ببعث محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
أتظنّ يا أخي أنّ الله قد كتب على الأنبياء أن يكونوا في حالة انتظار ـ وحالة الانتظار حالة متّصلة ـ اعتباطاً؟ كتبها عليهم لأنّها أشرف العبادات.
كلّ عبادة بدنية تستغرق وقتاً محدوداً .. تصلي في عشر دقائق أو ربع ساعة أو ساعة أو ساعتين ، تزكّي مالا خمسه أو يزيد ، تصوم أياماً معدودات .. أمّا الإنتظار فحالة استقرار بين النفس والروح تستغرق الوقت كلّه ، لأنّك لا تعلم متى يأتي الموعود!
فالأنبياء وهم مأمورون بانتظار أنوار محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم كانوا في حالة مستمرة من العبادة.
لقد بدأ بمجيئه حالة انتظار جديدة .. حالة ترقب جديدة ..
__________________
١ ـ الأعراف : ١٥٧.