حالة استغراق جديدة .. فرسول الله محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو واسطة العقد بين من سبقه من الأنبياء حتى اكتملوا به وبين من لحقه من الأئمة تصديقاً لرسالته وإتماماً لما كان عبد الله ورسوله محمد هو خاتم النبيين ولا وحي بعد محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكن الزمن ممتد ولرسول الله أجل معلوم وقد خوطب بحتمية الموت في أكثر من سبعة عشر موضعاً في كتاب الله ، منها ما كان خطاباً خاصاً به : ( إنَّكَ مَيِّتٌ وَإنَّهُم مَيِّتُونَ ) (١) ، ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَر مِن قَبلِكَ الخُلْدَ أَفَإنْ مِتَّ فَهُمُ الخَالِدُونَ ) (٢) ، أو خطاب عام على موت الخلق جميعاً : ( كُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ المَوْتِ ) (٣) وقد تكرر في القرآن في أكثر من موضع ولمّا كانت حياة رسول الله على الأرض محدودة لسنّة الله كان لابدّ للبشرية ممن يقودها على طريق محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، يقودها لكي يكون من قبل محمّد أنوار أدّت إليه ، أنوار النبوّة اكتملت بنور محمّد ومن بعد محمّد أنوار تنبثق منه لكي يكمّل النور ، أيُتصور أن النور بعد أن اكتمل ينقطع؟ أو بعد أن اكتمل يزداد ضياءاً؟
لن تكون على بيّنة من ربّك حتّى تعلم أن قبل محمّد نور
__________________
١ ـ الزمر : ٣٠.
٢ ـ الأنبياء : ٣٤.
٣ ـ العنكبوت : ٥٧.