مفردات اللغة. كان تقديراً من الله لأن تكون هناك لغة غنية لا تعجز عن محاكاة القرآن فتصبح إعجازاً وفي نفس الوقت تفتح باب مشكلة لا تحلها غير الإمامة!
يقصّ الحقّ تبارك وتعالى علينا في سورة الزمر في سبع آيات عجيبة تبيّن أنّ القرآن نزل باللغة العربية : ( وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ في هَذَا القُرآنِ مِن كُلِّ مَثَل لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرونَ * قُرآنَاً عَرَبيّاً غَيرَ ذِي عِوَج لَعَلَّهُمْ يَتَّقونَ ) (١).
قف يا أخي ، الله تعالى يقول ضربنا للناس كل الناس منذ أن أُنزل القرآن إلى يوم القيامة ، ضربنا لهم أن أمثال القرآن توضّح الحقائق. قرآناً عربياً غير ذي عوج ، وهذا تأكيد على وصفه بأنّه عربي ، ولو كان مظنون أنّه عربي ـ أنّه غير ذي عوج ـ لكان الوصف عند النحاة جائزاً ، لكنّه يشير إلى أنّه رغم أنّه عربي لكنّه مبرّأ من العوج ، وغير ذي عوج إشارة إلى أنّ اللغة العربيّة لغة مليئة بالمجاز والكناية والتشبيه والتعبير عن الشيء بضدّه وعن القريب كأنّه بعيد ، فهي اللغة المليئة بالرموز ، وهذه الرموز عند تحديد مدلول اللفظ تؤدي إلى العوج كلّ واحد يفهم أمراً ما ، لكن المطلوب رفع العوج عن القرآن ، كيف نرفعه؟
يأتي القرآن فيقول : ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلا رَجُلا فِيهِ شُرَكَاءُ
__________________
١ - الزمر : ٢٧ ـ ٢٨.