مَتَشَاكِسونَ وَرَجُلا سَلَماً لِرَجُل هَلْ يَستَوِيَانِ مَثَلا الحَمدُ للهِِ بَلْ أَكثَرُهُمْ لاَ يَعلَمُونَ * إنَّكَ مَيِّتٌ وإنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثمّ إنّكم يوم القيامة عند ربّكم تختصمون ) (١).
إنّ الله تعالى يقول لكي نرفع العوج عن القرآن نضرب لكم مثلا ثانياً : أيّهما أعون على فهم الكلام أن يكون الذي يسمع رجل غير عادي .. رجلا سلماً لرجل يدفع رجل قادر على استيعاب ما يسمع .. رجل واحد يسمع من رجل واحد ، وأمّا أن يكون رجلا فيه شركاء متشاكسون.
يعني لو أن حضراتكم تسمعون العبد الفقير ، وبعد أن ينتهي المجلس يسألكم واحد خارج المجلس وعلى فرض أنّه سأل عشرة أو اثني عشر هل يمكن الاتفاق على الكلام الذي قلته؟ فكل واحد سيقول حسب فهمه.
فالله تعالى يحذّر من أن يكون كتاب الله ملكاً لأناس عاديين يسمعون الرسول ، ألم يقل الحقّ : ( وَمِنهُمْ مَنْ يَستَمِعُ إلَيْكَ حَتَّى إذَا خَرَجُوا مِن عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفَاً ) (٢) ، وهكذا صنف من الناس هل يكون أحدهم حجّة على مراد الله؟
هذا مستحيل ، أرادوا طبعاً من إمامة الإمام هي التبليغ عن
__________________
١ ـ الزمر : ٢٩ ـ ٣١.
٢ ـ محمد : ١٦.