الحقّ تبارك وتعالى في سورة الشورى يقول : ( اللهُ الَّذِي أنْزَلَ الكِتَابَ بِالحَقِّ وَالمِيزَانِ ) ، والميزان هو الإمامة ، ماهو الدليل؟
كل حقيقة تحتاج إلى وسم لمعرفة أحقيتها وأصالتها ومداها ، والميزان هنا الإمام الذي يكون مع الكتاب وضامناً لعدم تحريفه وعدم أن يضرب بعضه ببعض.
( اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الكِتَابَ بِالحَقِّ وَالمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ) ، هذا استطراد ، فالآية تواسي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وتقول له : مهلا فالساعة قريبة وسيلقون جزاءهم على عبثهم بالميزان ، ( يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الحَقُّ ألاَ إنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلاَل بَعِيد ) إلى قول الحقّ تبارك وتعالى : ( تَرَى الظَّالِمينَ ) (١).
لاحظوا تعبير الظلم ، الظلم ينطوي على كفر ، ولكن الظلم هنا كفر بعد إيمان ، الظلم والفسق كفر بعد إيمان ، بدليل قوله تعالى : ( وَمَنْ أظْلَمُ مِمَّن افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً أوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إنَّهُ لاَيُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) (٢) ، يعني يوجد إيمان تمّ فيه بغي أضفى وصف الظلم على الظالمين ، ( تَرَى الظَّالِمينَ مُشْفِقينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُو وَاقِعٌ
__________________
١ ـ الشورى : ١٧ ـ ٢٣.
٢ ـ الأنعام : ٢١.