بِهِمْ ) (١) ، يعني قبل ذلك لم يحسبوا حسابه رغم أنه كان واضح لهم وهو واقع بهم حال كون ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الجَنَّاتِ لَهُمْ مَايَشَاؤونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ * ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيهِ أَجْراً إلاّ المَوَدَّةَ فِي القَرْبَى ) (٢).
يعني : بعد أن بيّن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّ هدى الله استقر فيه وفي الأئمة من بعده ، وأنّ الأئمة هم الميزان مع الكتاب ، فهذا أمر الله ، والخروج عن هذا الميزان ظلم ، ونتيجة الظلم الخلود في النار ، ويومها لا ينجو إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات.
فلمّا تمت البشرى لهم جاء طلب الأجر بالمودّة : ( قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إلاّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنَاً إنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ * أمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً فَإنْ يَشَأ اللهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللهُ البَاطِلَ وَيُحِقُّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) (٣).
في بعض الروايات عند السنة ـ لاحظوا قولهم ـ ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً ) في أيّ شيء هنا؟ لمّا بلّغهم بالإمامة وبيّن لهم
__________________
١ ـ الشورى : ٢٢.
٢ ـ الشورى : ٢٢ ـ ٢٣.
٣ ـ الشورى : ٢٣ ـ ٢٤.