أهل القرى استأصلت أشجار التين والكرمة وغيرها لأن العشارين كانوا يتقاضون منهم عشرها فاحشا أثمرت أم لم تثمر ، فعدمت بعض القرى شجرها المثمر بهذا الظلم!.
وما قيل في كثرة الزيتون يقال في كثرة الأعناب واشتهرت بلدان كثيرة بذلك ، وقد أكثر شعراء العرب من ذكر خمر بيت رأس ولبنان وغزة وجدر وصرخد وأذرعات والأندرين وبنات مشيع وبيسان ولدّ ومآب والخمر المقديّة وخمر الأحصّ وقاصرين (في أرجاء حمص وحلب) وكان يقال لجبل بيت المقدس جبل الخمر لكثرة كرومه. واشتهرت حلبون في جبل سنير بخمرها وكثرة كرومها. ويظهر أن الزعفران كان كثيرا ما يجود في الشام لأنه كان يدخل في الأطعمة والأشربة كثيرا ، ومزارع الزعفران التي كان يطلّ عليها من دير مرّان في السفح الغربي من قاسيون جبل دمشق مشهورة ، والغالب أنها كانت في أرض النيرب ، وكان الزعفران يجود في جادية في قرى البلقاء والجادي هو الزعفران. ولم تكن عنايتهم بالنخيل أقل من عنايتهم بالزيتون والكرم مثلا ولا سيما في جنوب الشام وشرقه.
ولا أثر اليوم لبعض الثمار مثل القراصيا والكستانة والبندق والبيسيم (المشمولة) وكانت كثيرة مبذولة هي والكراز حتى القرن الحادي عشر وكان القطن يجود في ضواحي دمشق وحماة وحلب. ذكر القلقشندي زروع الشام وفواكهه ورياحينه فقال : إن غالب زروعه على المطر قال في مسالك الأبصار : ومنها ما هو على سقي الأنهار وهو قليل وفيه من الحبوب من كل ما يوجد في مصر من البرّ. الشعير. الذرّة. الأرز. الباقلاء. البسلّة. الجلبان. اللوبياء. الحلبة. السمسم. القرطم. ولا يوجد فيه الكتان والبرسيم. وبه من أنواع البطيخ والقثاء ما يستطاب ويستحسن. وكذلك غيرها من المزروعات كالقلقاس. الملوخيا. الباذنجان. اللفت. الجزر. الهليون. القنّبيط. الرّجلة. البقلة اليمانية ، وغير ذلك من أنواع الخضروات المأكولة ، وقصب السكر في أغواره إلا أنه لم يبلغ في الكثرة حد مصر.
وأما فواكهه ففيه من كل ما يوجد في مصر كالتين. العنب. الرمان. القراصيا. البرقوق. المشمش. الخوخ ـ وهو المسمى بالدراقن ـ والتوت