الجنوب الشرقي من تدمر وفي أرجاء أنطاكية معادن ذهب ولكنها شحيحة. وتكثر الفضة في جبال اللاذقية وشمالي بعلبك ومصياف وعلى ضفاف العاصي فيما يلي أنطاكية معدن ذهب ومعدن رصاص فضي ومعدن إثمد وحجر الكحل ومعدن فحم ومعدن الطفال المعروف بالبيلون في أرجاء كلز وأنطاكية ، وفي جبال قره موط إحدى نواحي أنطاكية عدة معادن تستعمل للصبغ وفي جبل بارسال من أعمال كلز معدن مرمر أصفر.
وكان في قرية يعفور من عمل دمشق معدن فضة قاله شيخ الربوة ، وبأرض حدث من جبل لبنان جوسية فوق كرك نوح يلتقط حجارة زلطية تكسر مرقشيشا وكل معدن مائل باللونية إلى لون ما هو قسمه ، وعد الخوارزمي المارقشيشا من عقاقيرهم فقال : ومنها مربع ومدور وقطع كبيرة غير محدودة الشكل وهي ضروب فمنها أصفر يسمى الذهبي وأبيض يسمى الفضي وآخر يسمى النحاسي. ويوجد الملح في مواضع كثيرة ولا سيما في جهات تدمر وجيرود وحماة والخليل وحوالى البحر الميت. وملح جيرود فيه مرارة وأجوده ملح الجبول. وفي حلب عدة ملاحات وأعظمها ما كان في جوار قرية جبول على شكل مخروطي عظيم لا تطاف أطرافها في أقل من ثماني عشرة ساعة يجمد ماؤها في شهر أيار إلى تشرين الثاني فيكون في هذه الفترة ملحا ، ويسمى هذا النهر نهر الذهب يجري من ناحية باب بزاعا إلى أن ينتهي إلى سبخة الجبول في مساكب يعملها أهل الجبول والقرى المجاورة لها ، وكانوا يقولون إن هذا النهر سمي نهر الذهب لأن أوله بالقبان وآخره بالكيل ، أي أنه تزرع في أوله الحبوب كالحبة السوداء والأنيسون والكراويا وأنواع الفواكه مما يباع بالرطل ، وآخره الملح الذي يباع بالكيل.
ويوجد الزئبق في أرض أنطاكية وغيرها ، قال شيخ الربوة : إن معدن الملح الأندراني كان يستخرج من أرض سدوم عند بحيرة لوط وكيف ما تكسرت حجارته ما تكسرت إلا فصوصا مربعات الزوايا. ويوجد النحاس في ناحية الصور على نهر الخابور ومعدن السوديوم في البصيرة والصور والشدادي والقصبي ويعرف باسم بارود القصبي. والرصاص في أنطاكية والمغرة في جهات حلب وعمان والجبص (الجبسين) في جهات جيرود وصافيتا وعكار وطرابلس.