مكتسيا أوراقه في الشتاء وآخر تسقط أوراقه فيه. فمن الأول السنديان والبلوط الأخضر وهي أشجار صعبة المراس جبارة تعيش في الساحل وتعلو مع مختلف المناطق إلى ألف متر عن سطح البحر. ومن الثاني الملول والبلوط المسمى عفصا.
ولأشجار الصنوبر شأن لا يفوقه سوى شأن البلوط. وأهمها الصنوبر المثمر وهو يشاهد في الساحل وفي المناطق التي لا يزيد علوها على ألف متر عن سطح البحر. ويغرس في لبنان (حمانا ، برمانا ، بيت مري ، بكفيا الخ) لأن خشبه وثماره مرغوب فيها. ويليه الصنوبر الحلبي وهو الأكثر شيوعا يعيش في كافة الأقاليم الزراعية حتى في ارتفاع ١٥٠٠ متر عن سطح البحر. ومنه حراج ملتفة في عكار والضّنّية وقزل طاغ ويستخرج منه القطران ويستعمل في الدباغة.
ومن أشجار الفصيلة الصنوبرية التي تشاهد في غابات الشام السرو والتنوب أو الشوح وهو يكثر في الجبال الشامخة حيث يختلط بالأرز ثم العرعر والدفران والأرز وجميعها تعيش في الجبال العالية.
وكثيرا ما يعثر المرء في غابات الشام على أشجار مثمرة برية مثل الكمثرى والزعرور والخوخ والسدر والزيتون والخروب وغيرها. كما يشاهد أشجارا مختلفة كالبطم في البلعاس والدلب على شواطئ الأنهار واللبنة أو الأبهر في لبنان ووادي التيم والعجرم وهو مبذول والغار في غور الأردن الخ.
مواقع الحراج : إذا سرنا اليوم من شمال الشام إلى جنوبها نرى الغابات الآتية :
(أ) حراج السفح الممتد بين سلسلتي جبال اللكام مساحتها نحو ٠٠٠ ، ١٠ هكتار (الهكتار عشرة آلاف متر مربع) وأهم أشجارها البلوط والصنوبر الحلبي ويليهما الأبهر والأشجار المثمرة البرية. وفي منحدرات الجبال مثل هذه المساحة تقريبا مكسوة بالشجر لكن حالة شجرها سيئة.
(ب) حراج كرد طاغ وتمتد من راجو إلى الحمام ، ومساحة الشجر الملتف فيها ألف هكتار تقريبا وأشجارها السنديان والصنوبر الحلبي. ويلحظ أن فأس المحتطبين لا تكفّ عن العمل بها ، وأن أضعاف هذه المساحة كانت فيما مضى حراجا جميلة.
(ج) حراج رأس الخنزير (قزل طاغ). أهم شجرها الصنوبر الحلبي وأنواع البلوط. تبلغ مساحة ما تلتف أشجاره منها نحو ٠٠٠ ، ١٥ هكتار إلا أن