فلكيا (٥٧٠) وأبو زكريا يحيى البياسي من أطباء صلاح الدين وعمل لابن النقاش وهو علي بن عيسى بن هبة الله أستاذه في الطب آلات كثيرة تتعلق بالهندسة وكان يعرف النجارة وابن النقاش هذا كان أوحد زمانه في صناعة الطب وله مجلس عام للمشتغلين عليه وكان يعالج أيضا كتابة الإنشاء (٥٧٤) وأبو الحكم عبيد الله بن المظفر المعروف بالحكيم المغربي وهو عالم بالحكمة والطب والأدب والهندسة (٥٤٩) (١). وعمر بن علي بن البذوخ الدمشقي عالم بالطب شاعر له تآليف (٥٧٦) وابن الصلاح عالم بالحكمة متميز بالطب مليح التصنيف (٥٤٠) وموفق الدين بن المطران عالم بالطب والفلسفة متعين في الفنون الأدبية له عدة مصنفات (٥٨٧) وقد نعى على أهل زمانه فتورهم وزهدهم في العلوم وقلة مضائهم ورغبتهم في الكتب والآثار وتطير بتفاقم الخطب في هذا الشأن.
وأبو الفضل عبد الكريم الحارثي الدمشقي وهو مهندس طبيب نجار نحات هندس أكثر أبواب المستشفى النوري الكبير اشتغل بالأدب وعلم النجوم والحديث له عده مصنفات (٥٩٩) وهو الذي أصلح الساعات التي لجامع دمشق. وعلي ابن عبد الباقي بن أبي جرادة العقيلي الأنطاكي الحلبي عالم بالأدب واللغة والحساب والنجوم والفلسفة مات سنة نيف وأربعين وخمسمائة. زين الدين علي بن غانم الأنصاري الدمشقي المعروف بابن منجه الحنبلي كان من أعيان أهل العلم وله رأي صائب وكان صلاح الدين يسميه عمرو بن العاص. ومحمد بن طاهر المقدسي ذو الرحلة الواسعة والتصانيف والتعاليق (٥٠٧) والحافظ أبو القاسم علي بن عساكر محدث الشام ومؤرخها ومن أعيان فقهائها صاحب تاريخ دمشق المشهور (٥٧١) وكتابه من أعظم المفاخر في التاريخ معدن أدب وركاز علم. وحمزة بن أسد أبو يعلي التميمي الدمشقي العميد بن القلانسي الكاتب صاحب كتاب ذيل تاريخ دمشق المطبوع. تولى رياسة دمشق وجمع بين كتابة الإنشاء وكتابة الحساب توفي في عشر التسعين وأربعمائة ، وتوفيق بن محمد المهندس المنجم الأديب الدمشقي وله تصانيف (٥١٦) وأبو البيان محمد بن محفوظ
__________________
(١) قال العماد في الخريدة : إن أبا الحكم كان طبيب البيمارستان الذي كان يحمله أربعون جملا المستصحب في معسكر السلطان محمود السلجوقي حيث خيم.