قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي زكريا البخاري.
وحدّثنا (١) خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنا أبو زكريا ، أنا عبد الغني بن سعيد قال : قال لي علي بن أحمد بن الأزرق : قال لي أبو بكر بن الحداد : رأيت بقاء بن سلامة يذاكر ابن زبر القاضي بأشياء من الحديث فقلت : إن كان العلم ما أنتم عليه فما معنى (٢) منه شيء ، وإن كان العلم هو الذي معنا ، فما معكما منه شيء.
قال عبد الغني وبقاء بن سلامة الحافظ : تقدمت وفاته ، كان (٣) حائكا ، حدّثني حمزة أنه سأله حين قدم من رحلته إلى ابن قتيبة ، فقال له : ما كتبت عنه؟ قال : ما تركت عنده ولا هدية ، فحدّثت به أبا بكر النقاش ، فقال لي : اعلم أنه رأى خطي الدقيق ، فقال لي : كأن خطك (٤) خيط كتان.
أخبرنا أبو منصور بن زريق ، وأبو النجم الشّيحي ، قالا : أنا أبو بكر الخطيب (٥) ، حدّثني الصوري ، قال : سمعت عبد الغني بن سعيد يقول : سمعت الدارقطني يقول : دخلت على أبي محمّد بن زبر وأنا إذ ذاك حدث ، وبين يديه كاتب له وهو يملي (٦) عليه الحديث من جزء ، والمتن من آخر ، وظن أني لا أتنبه (٧) على هذا ، أو كما قال ، وقال لي عبد الغني : كنت لا أكتب حديثه عن أبيه إذا جاء منفردا ، إلّا أن يكون مقرونا بغيره ، فكان يقول لي : يا أبا محمّد ما ذنب أبي إليك لا تكتب حديثه ، إلّا أن يكون مقترنا بغيره؟!.
أنبأنا أبو محمّد بن (٨) الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ـ لفظا ـ أنا تمام ـ إجازة ـ أنا ابن مروان قال : ثم صرف زكريا ـ يعني ابن أحمد ـ عن القضاء ـ يعني
__________________
(١) في المطبوعة : ح وحدثنا.
(٢) كذا رسمها بالأصل ، وفي م : «معنى» كذا ، وفي المطبوعة : معي.
(٣) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : وكان.
(٤) عن م وبالأصل : خيطك.
(٥) تاريخ بغداد ٩ / ٣٨٧.
(٦) عن م وبالأصل : يلي.
(٧) تقرأ بالأصل «أتنبه» وتقرأ «أنتبه» وفي تاريخ بغداد : «أنتبه» وأثبتنا «أتنبه» عن م.
(٨) لفظة «بن» ليست في م.