أشاء لوجدت متقدما وأعوانا وأنصارا ، ولكنّي أكره لنفسي ما أنهاك عنه ، فراقب الله ربّك ، واخلف محمدا في أمّته خلافة صالحة ، فأمّا شأن ابن عمّك علي بن أبي طالب فقد استقامت له عشيرتك ، وله سابقته وحقه ، ونحن له على الحق أعوان ، ونصحاء لك (١) وله ولجماعة المسلمين والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
وكتب عكرمة ليلة البدر من صفر سنة ست وثلاثين.
٣٢٦٩ ـ عبد الله بن حنش الخثعمي
شهد صفّين مع معاوية ، وكان مقدّم خثعم.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد ، أنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن أحمد الباقلاني ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب (٢) ، نا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي ، نا يحيى بن سليمان الجعفي ، نا نصر بن مزاحم (٣) نا عمر بن سعد ، حدّثني أبو علقمة الخثعمي أن عبد الله بن حنش الخثعمي كان رأسا لخثعم مع معاوية بصفّين ، فأرسل إلى أبيّ بن (٤) كعب الخثعمي رأس خثعم مع علي :
إن شئت توافقنا (٥) فلم نقتتل فإن ظهر صاحبك كنا معه ، وإن ظهر صاحبنا كنتم معنا ، ولم يقتل بعضنا بعضا ، فأبى أبو كعب ، فلما دنا الناس بعضهم إلى بعض التقت خثعم وخثعم ، فقال عبد الله بن حنش : يا معشر خثعم قد عرضنا على قومنا من أهل العراق الموادعة صلة لأرحامهم ، وحفظا لحقهم أبدا ، ما كفّوا عنكم ، فإن قاتلوكم فقاتلوهم ، فقال رجل من أصحابه : قد ردّوا عليك رأيك ، وأقبلوا يقاتلونك ، فغضب عبد الله بن حنش وقال : اللهمّ قيّض له وهب بن مسعود رجلا من خثعم الكوفة كانوا يعرفونه بالبأس في الجاهلية ، فدعا الرجل إلى البراز ، فخرج إليه وهب بن مسعود ، فحمل على الشامي فقتله ، ثم اقتتلوا قتالا شديدا ، قال : وحمل (٦) شمر بن عبد الله
__________________
(١) بالأصل : «ونصالحك» والمثبت عن م.
(٢) مهملة بالأصل وم بدون نقط والصواب ما أثبت ، وقد مرّ التعريف به.
(٣) الخبر في وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ٢٥٧.
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي وقعة صفين : «أبي كعب الخثعمي» وهو ما سيرد قريبا.
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي وقعة صفين : تواقفنا.
(٦) بالأصل وم : «ومحمل» والمثبت عن وقعة صفين.