وبلغني أن ابن أخت وليد هذا كان خيّاطا ، وكان أبوه حائكا ينسج المقانع (١) ، وكان سخيفا خليعا ، مذكورا بالارتشاء ، وهجاه جماعة من أهل مصر فمما قال (٢) فيه محمّد بن بدر الغفاري :
يا أوضع الناس أحسابا وأنذلهم |
|
فعلا وأكثر هم عند الجميل عما |
لو كنت تأمل أو تخشى المعاد لما ألفيت |
|
في كلّ أمر فاضح علما |
أعمى عن الرشد في كلّ الأمور فقد |
|
أصبحت في الدين عند الناس متهما |
يا ابن الوليد تدبّر ما أتيت به |
|
ولا تكن للهدى مستكملا صمما |
لو كنت تتبع أهل الحق معتصما |
|
أو كنت تخشى عذاب الله معتزما |
لما استعنت بحمّاد اللعين وما |
|
رأيت قطّ له في صالح قدما |
جعلته كاتبا يمضي الأمور ولم |
|
يمس قبلك قرطاسا ولا قلما |
فما تقرّب إلّا من يقربه |
|
ممن يعاديه بالبرطيل مكتتما |
قل للوليديّ حالفت الضلال وما |
|
بمثل فعلك هذا تحرس النّعما |
وهي قصيدة طويلة فيها نيّف وثلاثون بيتا ، وكان حمّاد حاجبه وكاتبه ، وما كتب قط ، وإنما قدمه للمقاطعة في الأحكام والتعديل.
توفي أبو محمّد القاضي في ذي القعدة سنة تسع وستين وثلاثمائة ، وكان يقال : إنه جاوز التسعين.
ذكر ذلك أبو محمّد (٣) مشرف بن علي بن الخضر التمّار ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن مرزوق المعدل ـ بمصر ـ فذكر وفاته.
٣١٤٩ ـ عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن خالد
ابن عبد الرّحمن بن زبر
أبو محمّد الرّبعي القاضي (٤)
ولي القضاء بدمشق وبمصر دفعات.
__________________
(١) المقانع جمع مقنع ، والمقنع والمقنعة بكسر الميم ، ما تقنع به المرأة رأسها (القاموس).
(٢) في المطبوعة : قاله.
(٣) كذا بالأصل وم : وفي المطبوعة : أبو طاهر.
(٤) ترجمته وأخباره في تاريخ بغداد ٩ / ٣٨٦ وميزان الاعتدال ٢ / ٣٩١ وحسن المحاضرة ٢ / ١٤٦ والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٩٦ وشذرات الذهب ٢ / ٣٢٣ والوافي بالوفيات ١٧ / ٤١ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٣٢١ ـ ٣٣٠) ص ٢٦٣ وسير الأعلام ١٥ / ٣١٥.