الحوض ، فرجع الرسول إلى عبد الله بن عروة فأخبره ، فقال : هذا موعد مغمس (١) ، ارجع إليه فاسأله أي حوض؟ فرجع إليه ، فقال له : يقول لك : أي حوض؟ قال : حوض القيامة ، فذكر ذلك الرسول لعبد الله بن عروة ، فضحك ، وقال : قل له : أتعدنا حوضا لا ترده؟.
قال : نا الزبير ، حدّثني عبد الله بن نافع بن ثابت قال :
جلس ابن أبي عتيق مع أبي بكر بن محمّد بن عمرو ابن حزم في مجلس القضاء ، فخاصمت إلى أبي بكر امرأة منتقبة لها عين حسنة حوراء ، فأقبل أبو بكر على ابن أبي عتيق فقال : ما تقول في أمر هذه؟ فقال : لها عين مظلومة ، إلى أن طالت بهما الخصومة ، فأذلقتها (٢) فكشفت وجهها ، فإذا أنفها ضخم قبيح ، فقال له أبو بكر : ما تقول في أمرها؟ قال : لها أنف ظالمة ، وأبو بكر بن محمّد إذ ذاك يلي عمل المدينة وقضاءها.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن علي السمسار ، ـ وعاش مائة سنة ، ولد سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ، ومات سنة خمس وسبعين وأربعمائة ، وذكر أنه رأى النبي صلىاللهعليهوسلم في منامه في مسجد سيّار ـ بأصبهان ـ ومعه صلوات الله عليه جماعة فقال له : حدد الأخبار قال : أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن جولة (٣) الأبهري ، نا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن حكيم ، نا محمّد بن مسلم ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني محمّد بن يحيى ، عن إبراهيم بن أبي يحيى قال :
كنا نعرض على ابن أبي عتيق وهو في المسجد ، فربما أغمض فنسكت فيقول : اقرءوا ، ما لكم؟ فنقول : ظنناك نمت ، فيقول : لا ، ولكن مرّ رجل يثقل عليّ فغمّضت عيني.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن خلف قال : أنشدني منشد لعبد الله بن محمّد بن أبي عتيق :
وإنّي لأستحيي من الله أن أرى |
|
إذا غبت عن ليلى أسرّ وأفرح |
وأن ترتعي عيناي في وجه غيرها |
|
أبى (٤) ذاك ودّ في الحشا ليس يبرح |
__________________
(١) عن المختصر ، وبالأصل : مغمش.
(٢) أي بلغت منها الجهد حتى قلقت.
(٣) بالأصل : خولة ، والمثبت والضبط عن تبصير المنتبه ٢ / ٥٤٢.
(٤) رسمها مضطرب بالأصل ، والمثبت عن المختصر ١٣ / ٢٩٥.