أخبرنا (١) أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل (٢) ، أنا أبو الحسن (٣) ، أنا أبو محمّد بن النحاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا علي بن سهل بن المغيرة البزار (٤) ، نا عفان ، نا سليمان بن المغيرة ، نا حميد بن هلال ، عن أبي بردة قال : سمعت أبي يقسم بالله ما خرج أبي موسى حين نزع عن البصرة إلّا بستمائة درهم أعطاها عياله.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال (٥) : قالوا : لما ولي عثمان بن عفان الخلافة أقرّ أبا موسى الأشعري على البصرة أربع سنين ، [كما أوصى به عمر في الأشعري أن يقرّ أربع سنين](٦) ثم عزله عثمان وولى البصرة ابن خاله عبد الله بن عامر (٧) بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس ، وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وكتب إلى أبي موسى : إنّي لم أعزلك عن عجز ولا خيانة ، وإنّي لأحفظ فيك (٨) استعمال رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبي بكر وعمر إياك ، وإنّي لأعرف فضلك ، وإنك من المهاجرين الأولين ، ولكني أردت أن أصل قرابة عبد الله بن عامر ، وقد أمرته أن يعطيك ثلاثين ألف درهم ، فقال أبو موسى : والله لقد عزلني عثمان عن البصرة وما عندي دينار ولا درهم حتى قدمت عليّ أعطية عيالي من المدينة ، وما كنت لأفارق البصرة وعندي من مالهم دينار ولا درهم ، ولم يأخذ من ابن عامر شيئا ، فأتاه ابن عامر فقال : يا أبا موسى ما أحد من بني أخيك أعرف بفضلك مني ، أنت أمير البلدان (٩) ، إن أقمت والموصول إن رحلت ، قال : جزاك الله يا ابن أخي خيرا ، ثم ارتحل إلى الكوفة.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نبأ أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة (١٠) ، قال : وفيها : ـ يعني ـ سنة تسع وعشرين ـ عزل عثمان أبا موسى الأشعري عن البصرة.
__________________
(١) فوقها في ل : س.
(٢) عن ل ، وبالأصل : «عبيد» وقارن بالمشيخة ص ١٤٤ / ب.
(٣) في ل : أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين (الخلعي المصري) ، انظر المشيخة ١٤٤ / ب.
(٤) بالأصل : والبزار.
(٥) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٥ ضمن أخبار عبد الله بن عامر بن كريز.
(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن ل وابن سعد.
(٧) «بن عامر» ليس في ل.
(٨) ابن سعد : قيد استعمال.
(٩) ابن سعد : البلد.
(١٠) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٦١.